قد يكون الوقت حليف نافتا الأفضل
![وورلد بوليتيكس ريفيو](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1481709596716569700/1481709636000/1280x960.jpg)
ثانياً، يريد المفاوضون الأميركيون أيضاً إلغاء مادتين من نافتا تُعنيان بحل الخلافات: الفصل التاسع عشر عن فرض عقوبات تجارية رداً على الممارسات التجارية غير النزيهة والفصل الحادي عشر عن السماح للمستثمرين الأجانب بتحدي التدابير الحكومية التي يعتبرونها تمييزية. تعارض كندا بشدة هذه الخطوة، بما أنها كانت في ثمانينيات القرن الماضي هدفاً مستمراً لفرض الأميركيين رسوم مكافحة إغراق وتعويض، لذلك شكّل الفصل التاسع عشر، الذي يقضي بمراجعة هذه الحالات، إحدى أبرز الأولويات الكندية عندما تفاوضت كندا مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق تجارة حرة ثنائي أميركي-كندي عام 1988.ثالثاً، تخشى جارتا الولايات المتحدة كلتاهما، وخصوصاً المكسيك، طلب إدارة ترامب فرض قواعد أكثر تشدداً على مصدر السيارات، فيرغب ترامب ومستشاروه في تعزيز حصة القيمة النهائية التي تقدمها المكونات الأميركية الشمالية. علاوة على ذلك شهدنا في الآونة الأخيرة تطورات قد تحدّ أكثر من إمكان التوصل إلى تسوية في المسائل المعقدة: أولاً، رفضت إدارة ترامب إعفاء كندا والمكسيك من الرسوم الجمركية المفروضة على واردات الفولاذ والألمنيوم، ثم طلب الرئيس الأميركي التحقيق في تداعيات السيارات المستوردة على الأمن القومي. لطالما انتقد ترامب الرسوم الجمركية الأوروبية على السيارات، معتبراً إياها مجحفة جداً. لكن هذه الخطوة فُسّرت عموماً على أنها طريقة لمنح الولايات المتحدة نفوذاً أكبر في محادثات نافتا بشأن قواعد منشأ السيارات، التي تُعدّ إحدى أولويات ترامب، فقد يتجاهل رئيس الورزاء الكندي جاستن ترودو هجمات ترامب الشخصية القاسية ضده في أعقاب قمة مجموعة الدول السبع التي شابها الكثير من التوتر، لكن هذا لن يسهّل عليه تقديم تنازلات تجارية والترويج لها بين الشعب الكندي المرتاب.إذا طالت المحادثات، يبقى أيضاً احتمال أن ينفذ ترامب تهديده الأول بالانسحاب من نافتا، لكن انسحاب الولايات المتحدة من نافتا سيؤدي أيضاً إلى نتائج سيئة من وجهة نظر ترامب عن العالم التجاري، فمن دون نافتا ستخضع الرسوم الجمركية للمستويات الأعلى التي يلتزم بها كل بلد في منظمة التجارة العالمية. نتيجة لذلك قد تصبح الرسوم الجمركية المكسيكية المفروضة على الصادرات الأميركية أعلى بنحو عشر مرات كمعدل من الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة ضد الصادرات المكسيكية.لا شك أن تصديق الولايات المتحدة على الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر الهادئ، التي عُرفت سابقاً بالشراكة عبر الهادئ، كان سيؤدي إلى تحديث نافتا من دون الحاجة إلى المزيد من المفاوضات، لكن ترامب ألغى هذا المسار عندما سحب الولايات المتحدة من هذه الصفقة بعد ثلاثة أيام فقط من توليه سدة الرئاسة. وفي مرحلة ما في المستقبل وفي عهد رئيس مختلف سيشكل الانضمام إلى الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر الهادئ الحل لتحديث نافتا، ولكن في الوقت الراهن يبقى الأفضل بين الخيارات المتاحة أمام كندا والمكسيك والاقتصاد الأميركي مواصلة خوض المفاوضات والتعويل على أن تفتح الانتخابات المقبلة الباب أمام المزيد من التفاوض لا أن توصده.* كيمبرلي إليوت* «ورلد بوليتيكس ريفيو»