أكدت مصادر إيرانية، أن طهران بدأت، الشهر الماضي، بشكل مكثف وغير مسبوق، تدريب الآلاف من عناصر حركة طالبان الأفغانية المتشددة داخل أراضيها، مفعِّلة بذلك أحد بنود خطة وضعها "الحرس الثوري"، استعداداً لحرب محتملة قد تشنها الولايات المتحدة على إيران، لإسقاط نظامها، ونشرت "الجريدة" تفاصيلها في أبريل الماضي. وقالت المصادر، لـ"الجريدة"، إن آلاف المقاتلين من "طالبان" يتدربون حالياً في معسكرين لـ"فيلق القدس"، التابع لـ"الحرس الثوري"، يقعان في منطقتي كرمان وتربت جام، قرب الحدود الأفغانية.
وأضافت أن هؤلاء المقاتلين يمنعون من الخروج من الثكنات، وينقلون من الحدود إلى الثكنات، ثم يعادون إلى الحدود بعد انتهاء دورتهم، دون إصدار تأشيرات دخول وخروج لهم.وأكدت أن المقاتلين الأفغان يخضعون لإعداد عقائدي يجعل منهم جنوداً أوفياء لإيران، مشيرة إلى أن طهران تجهز للتصعيد بشكل كبير وملحوظ في أفغانستان ضد الأميركيين، في حال تصاعدت الضغوط عليها بالخليج.ونقلت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، في عددها أمس، عن مستشار سياسي لـ"طالبان" في باكستان، قوله إن طهران تشترط أمرين على مقاتلي الحركة قبل تدريبهم: التركيز بصورة أكبر على مهاجمة الأميركيين ومصالح حلف الناتو، وتخصيص قوات أكبر لمهاجمة مقاتلي "داعش".
وأوضح المستشار، أن إيران و"طالبان" بدأتا، قبل شهرين، مباحثات حول إرسال المتمردين إلى إيران لتلقي تدريب على مدى 6 أشهر.وكانت "الجريدة" نشرت، في 7 أبريل الماضي، خبراً على صدر صفحتها الأولى، تحت عنوان "حرس إيران يستعد للحرب"، أكدت فيه أن "الحرس الثوري" ينوي دعم "طالبان"، في حال انسحب الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي، وهو ما حصل فعلاً في مايو.وفي السياق، وبينما كان الرئيس الإيراني حسن روحاني يزور أوروبا في محاولةٍ لحشد التأييد للاتفاق النووي، أعلنت بلجيكا إحباط مخطط لتفجير مؤتمر "مجلس المقاومة الإيرانية"، الذي اختتم أعماله أمس الأول في باريس، في خطوة قد تعقد مهمة روحاني المعقدة أصلاً.وذكرت السلطات البلجيكية أمس، أن دبلوماسياً إيرانياً اعتُقل في ألمانيا مع ثلاثة آخرين، اثنين في بلجيكا والآخر في فرنسا، للاشتباه في تخطيطهم لشن هجوم بقنبلة على المؤتمر، الذي حضره رودي جولياني محامي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعدد من الوزراء الأوروبيين.من جهته، قال المتحدث باسم "مجاهدي خلق" شاهين قبادي: "تم إحباط مؤامرة للدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران بارتكاب هجوم إرهابي خلال اجتماع كبير للجماعة في فيلبنت".وعلق وزير الخارجية محمد جواد ظريف على الاتهامات، قائلاً: "في الوقت الذي نشرع فيه بزيارة رئاسية لأوروبا، تظهر عملية إيرانية مزعومة ويعتقل مدبروها".وأضاف ظريف "إيران تدين بشكل لا لبس فيه كل أشكال العنف والإرهاب في أي مكان، وعلى استعداد للعمل مع كل الأطراف المعنية للكشف عما هو مخطط زائف وشرير".في المقابل، قال كبير المستشارين السياسيين بالخارجية الأميركية براين هوك، إن واشنطن لن تتردد في اتخاذ إجراءات حيال أي أنشطة إيرانية يتم كشفها، مؤكداً أن إدارة الرئيس ترامب تسعى إلى جعل عائدات إيران النفطية صفراً لدفعها إلى تغيير سلوكها.