ارتفعت أسعار النفط أمس، بعدما أعلنت ليبيا حالة القوة القاهرة في بعض صادراتها من الخام، بينما ساهم فقد إمدادات كندية في رفع سعر الخام الأميركي لأعلى مستوى في ثلاثة أعوام ونصف العام.

وقفز الخام الأميركي 90 سنتاً أو 1.2 في المئة إلى 74.84 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2014، قبل أن يقلص مكاسبه ليصل إلى 74.74 دولاراً مسجلاً زيادة قدرها 80 سنتاً.

Ad

وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 50 سنتاً ليصل إلى 77.80 دولاراً للبرميل.

وتضرر الإنتاج في منشأة الرمال النفطية الكندية البالغة طاقتها 360 ألف برميل يومياً في سينكرود قرب فورت مكموري بألبرتا نتيجة عطل كهربائي الشهر الماضي، ومن المرجح أن يستمر توقفها طوال شهر يوليو مما قد يساهم في تراجع المخزونات الأميركية.

وقدر مسح لـ»رويترز»، أن مخزونات الخام الأميركية تراجعت للأسبوع الرابع على التوالي بنحو 3.3 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 29 يونيو المنصرم.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا حالة القوة القاهرة في تحميلات ميناءي الزويتينة والحريقة، أمس الأول، مما نتج عنه خسائر في الإنتاج بلغ إجماليها 850 ألف برميل يومياً.

وقال حسين سيد كبير محللي السوق في «إف.إكس.تي.إم» للسمسرة في العقود الآجلة «يبدو أن من يراهنون على صعود النفط عادوا للسوق بعدما أوقفت ليبيا صادرات النفط من ميناءين رئيسيين».

وتابع «إذا لم يعود نفط ليبيا سريعاً إلى السوق فسيكون اختباراً مهما لطاقة أوبك الفائضة لاسيما في ظل توقعات بتراجع إنتاج فنزويلا وإيران بشكل كبير خلال الشهرين المقبلين».

وأظهر مسح أجرته «رويترز» ونشرت نتائجه، أمس الأول، أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ضخت 32.32 مليون برميل يومياً في يونيو، بزيادة 320 ألف برميل يومياً عن مايو. وإجمالي الإنتاج في يونيو هو الأعلى منذ يناير 2018.

وقالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أمس، إنها تستطيع زيادة الإنتاج هذا العام بمئات الآلاف من البراميل يومياً اذ اقتضت الحاجة.

الصادرات الإقليمية

من ناحيته، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، إن صادرات النفط الإقليمية قد تتعرض للخطر إذا حاولت الولايات المتحدة الضغط على حلفائها لوقف شراء النفط الخام الإيراني، وفقاً لما ذكره موقع روحاني على الإنترنت أمس.

ولم يخض الرئيس في تفاصيل، وتحتمل تصريحاته أكثر من تفسير، غير أنها قد تُعتبر تهديداً ضمنياً بالتدخل في أنشطة الشحن للدول المجاورة. وسبق أن هدد مسؤولون إيرانيون بغلق مضيق هرمز، وهو طريق رئيسي لشحن النفط، رداً على أي عمل عدائي أميركي تجاه إيران.

ونقل الموقع عن روحاني قوله خلال زيارة لسويسرا: «زعم الأميركيون أنهم يريدون وقف صادرات النفط الإيرانية كاملة. إنهم لا يفهمون معنى هذا التصريح، لأنه لا معنى لعدم تصدير النفط الإيراني بينما يجري تصدير نفط المنطقة».

جاءت تصريحات روحاني في حين تخطط إيران لعقد اجتماع في وقت لاحق هذا الأسبوع مع وزراء خارجية القوى العالمية الخمس، التي

ما زالت تشارك في الاتفاق المبرم عام 2015 الذي وافقت طهران بموجبه على تقييد برنامجها النووي مقابل رفع عقوبات اقتصادية عنها.

الموقف الأميركي

قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، إن حملة الضغط التي تشنها الولايات المتحدة على إيران تهدف إلى خفض إيرادات طهران من النفط إلى صفر، في مسعى لدفع القيادة الإيرانية إلى تغيير سلوكها في المنطقة.

وأعرب عن اعتقاده بأن هناك طاقة إنتاجية عالمية احتياطية تكفي لتعويض تقلص الإمدادات الإيرانية.

وقال براين هوك مدير التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأميركية في مؤتمر صحافي، إن الولايات المتحدة تهدف إلى خفض واردات أكبر عدد ممكن من الدول من النفط الإيراني إلى صفر.

وأضاف هوك أن الولايات المتحدة ستعمل مع حلفاء على أساس كل حالة على حدة، لكن واشنطن لا تخطط لمنح إعفاءات من العقوبات.

وتابع «يتمثل هدفنا في زيادة الضغط على النظام الإيراني من خلال خفض إيراداته من مبيعات النفط الخام إلى صفر... نعمل على تقليل الانقطاعات في السوق العالمية، لكننا على ثقة بأن هناك طاقة إضافية عالمية كافية من النفط».