الأخطر من القضية الفلسطينية!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
والأخطر، ولضمان منع عودة هؤلاء، ولتكون مغادرتهم في اتجاه واحد، تم تدمير مدنهم وقراهم بطرق منهجية مقصودة، وعلى نحو أبشع كثيراً من تدمير العصابات الصهيونية في عام 1948 للمدن والقرى الفلسطينية، وتمَّت إزالة بعض هذه المدن والقرى، وكما حدث ويحدث الآن مع القرى والمدن السورية التي غادرها أهلها بعد أن أصبحت أكواماً من الأتربة والحجارة، ولكن من دون أن يحملوا معهم مفاتيح منازلهم، كما فعل الفلسطينيون، لأنه لم تبقَ لهم منازل حتى يحملوا مفاتيحها، ولو من قبيل حلم العودة.ما كان يجب أن يغيب هذا الأمر الخطير عن أذهان المعنيين، إن في المنافي البعيدة، أو القريبة، وإن الأمم المتحدة والدول الكبرى أو الدول العربية، وكان يجب أن تكون مخيمات هؤلاء في المناطق الحدودية على الأراضي السورية، وبرعاية الهيئات الدولية. وفوق كل هذا، كان على الولايات المتحدة والدول الكبرى المعنية والدول المجاورة أن تبذل جهوداً حقيقية وفعلية لمنع عمليات الاستيطان في هذا البلد المنكوب، الذي أطلق عليه بشار الأسد وصف "سورية المفيدة"!تقدَّر أعداد الذين أُجبروا على مغادرة وطنهم سورية بأكثر من ستة ملايين، ومن دون مفاتيح منازلهم، ولا حلم العودة القريبة، ولا بالعودة البعيدة، وكل هؤلاء، وليس بعضهم فقط، من "السُنة"، من الطائفة السُنية، التي كانت ولا تزال المستهدفة، ومنهجياً، بعمليات التهجير بالقوة هذه.وهنا، فإنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن هؤلاء سيشكلون؛ عربياً ودولياً، مشكلة كبيرة أكثر كثيراً وأخطر من المشكلة الفلسطينية، ما يعني أنه كان يجب التنبه إلى هذا الأمر منذ البدايات، وكان يجب، تحاشياً لإثارة كل مسائل "التوطين" التي تثار الآن، أن يكون هذا التوطين مؤقتاً، وفي مخيمات داخل الأراضي السورية، لا في الدول المجاورة، ولا في الدول البعيدة.