مفاجآت وأهداف بالجملة... والمضيف يواصل احتفاليته

نشر في 05-07-2018
آخر تحديث 05-07-2018 | 00:00
الفرنسي مبابي وليونيل ميسي
الفرنسي مبابي وليونيل ميسي
شهدت نهائيات كأس العالم في روسيا العديد من المفاجآت، وتألق العديد من اللاعبين الشبان، مقابل تراجع مستوى نجوم كبار، وانتهاء مشوارهم الدولي.
قد يكون ما خرج به غاري نيفيل أبرز انعكاس لما عاشه عشاق كرة القدم في مونديال روسيا، حيث غرد الدولي الإنكليزي السابق: «هذه البطولة من بين الأفضل التي شاهدتها على الإطلاق، روسيا تنظم المونديال على أعلى مستوى...».

وكانت نهائيات النسخة الـ21، التي اختتم دورها ثمن النهائي أمس الأول، على موعد مع كل شيء، من إثارة إلى مفاجآت وأهداف بالجملة (العديد منها في الثواني القاتلة)، وصولا الى الاحتفالات المتواصلة للبلد المضيف، الذي خالف التوقعات ببلوغه ربع النهائي على حساب المنتخب الإسباني، الذي كان من أبرز المرشحين للفوز باللقب.

ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو والكرات الذهبية العشر التي تشاركاها في الأعوام العشرة الأخيرة، أصبحا خارج النهائيات بخسارة الأرجنتين والبرتغال في ثمن النهائي أمام فرنسا (3-4) والأوروغواي (1-2) تواليا.

كانت النهائيات على موعد مع مفاجأة مدوية قبل الأدوار الاقصائية، بتنازل المنتخب الألماني عن اللقب الذي أحرزه قبل 4 أعوام، بخسارته في مباراته الأخيرة في دور المجموعات أمام كوريا الجنوبية صفر - 2.

خروج ميسي (31 عاما) ورونالدو (33 عاما) لم يترك فراغا في البطولة، بصعود نجم لاعب لا يتجاوز التاسعة عشرة من عمره بشخص الفرنسي كيليان مبابي، الذي كان سببا في خروج الأرجنتين من ثمن النهائي.

بحسب مجريات المباراة والنتيجة النهائية التي أودت بميسي خارج كأس العالم، بدا وكأن نجم برشلونة الإسباني يمرر شعلة النجومية لجيل جديد، على غرار غريمه في ريال مدريد قائد البرتغال رونالدو، الذي ودع المونديال في اليوم ذاته بالخسارة أمام إدينسون كافاني والأوروغواي (1-2).

سرعة كيليان مبابي

سرعة مبابي قضت على حلم ميسي بإحراز لقب أول في بطولة كبرى مع المنتخب، وثبتت موقع فرنسا ضمن المرشحين الجديين للقب ثان في تاريخها، بعد أول على أرضها عام 1998 بقيادة زين الدين زيدان.

وأصبح نجم باريس سان جرمان أول لاعب شاب منذ الاسطورة البرازيلية بيليه عام 1958، يسجل هدفين على الأقل في مباراة إقصائية بالمونديال. لخصت صحيفة «صنداي تايمز» الإنكليزية صراع الأجيال على العشب الأخضر: «تنحَ جانبا يا ميسي، لقد ولد نجم عالمي جديد في كأس العالم».

وبرز لاعبون آخرون كانوا خارج الحسابات في المونديال الروسي، مثل حارس مرمى روسيا ايغور اكينفيف (32 عاما)، ونظيره الكرواتي دانيال سوباشيتش (33 عاما)، بعدما صد الأول ركلتين ترجيحيتين لإسبانيا، والثاني 3 ركلات للدنمارك، فكانا صاحبي إنجاز التأهل لربع النهائي.

البرازيل تتجنب المفاجآت

نأت البرازيل بنفسها عن المفاجآت، وقدمت أداء تصاعديا عزز مكانتها كأبرز المرشحين للفوز باللقب للمرة السادسة في تاريخها، كما حال نجمها نيمار، الذي بدأ النهائيات بعرض متواضع أمام سويسرا (1-1).

لكن سرعان ما وضع نيمار خلفه الاصابة التي أبعدته 3 أشهر عن الملاعب، وسجل في مرمى كوستاريكا (2-صفر)، ثم قاد بلاده الى ربع النهائي بالتسجيل مجددا في مرمى المكسيك (2-صفر)، دون أن يتخلى عن مبالغته في السقوط أرضا، ما جعله محط انتقاد مدربين وسخرية مشجعين عبر وسائل التواصل.

الاستعراض والاثارة كانا على الموعد. تجلى ذلك بأفضل صوره خلال مباراة بلجيكا واليابان في ثمن النهائي، حين تقدمت الأولى بهدفين نظيفين، واعتقدت أنها في طريقها الى ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخها.

استفاق «الشياطين الحمر» من سباتهم في الدقائق العشرين الأخيرة، وباتوا أول منتخب يحول تخلفه في الأدوار الإقصائية بفارق هدفين إلى فوز خلال الوقت الأصلي منذ 1966. العام المذكور شهد تتويج إنكلترا بلقبها الوحيد في كأس العالم، وهي عادت في المونديال الروسي إلى ربع النهائي للمرة الأولى منذ 2006، والأهم أنها تصالحت مع ركلات الترجيح للمرة الأولى في كأس العالم، بعد ثلاث محاولات فاشلة، بالتغلب على كولومبيا.

في 56 مباراة أقيمت حتى الآن، سجل 146 هدفا، بمعدل 2.6 هدف في المباراة، علما أن معدل مونديال البرازيل 2014 كله كان 2.67.

وسيكون الدور ربع النهائي على موعد مع المزيد من الثارة، بعدما وقعت فرنسا على نفس مسار الأوروغواي، التي تواجهها غدا في نيجني نوفغورود، والفائز منهما سيكون على موعد في نصف النهائي مع الفائز من المواجهة الأخرى المرتقبة بين البرازيل وبلجيكا، أما في القسم الثاني فيلتقي المضيف مع كرواتيا، والسويد مع إنكلترا بعد غد.

ما يجعل النهائيات الـ21 أكثر حيوية هي الاحتفالات الروسية المتواصلة مع بقاء المنتخب في بطولة دخلها وهو الأدنى تصنيفا بين المشاركين الـ32، لكن ذلك لم يمنع رجال المدرب ستانيسلاف تشيرتشيسوف من مفاجأة العالم وبلوغ ثمن النهائي للمرة الأولى منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

تواصل الحلم الروسي بإقصاء إسبانيا ونجومها من ثمن النهائي بركلات الترجيح، وبفضل دهاء تشيرتشيسوف الذي أقفل المنافذ على أبطال 2010، ويأمل المضيف أن يواصل مفاجآته حين يلتقي كرواتيا ونجومها.

تم تسجيل 146 هدفاً في 56 مباراة بمعدل 2.67
back to top