«الرُحّل والسهوب الكازاخية»... حكايات تاريخية في القاهرة
• معرض تشكيلي للفنان العالمي دوران كاستييف
نظمت كلية الفنون الجميلة بالقاهرة معرضاً تشكيلياً للفنان الكازاخستاني العالمي دوران كاستييف بعنوان «الرُحّل والسهوب الكازاخية»، يستلهم فيه الروايات الرسمية المكتوبة والوقائع المدونة والموثقة في تاريخ كازاخستان، وانفتاحها على الوجدان الجمعي العام والثقافة الشفاهية الموروثة الحافلة بالأساطير.
ضمّ معرض «الرُحّل والسهوب الكازاخية» مجموعة أعمال دوران كاستييف الملونة، التي تنقسم إلى مجموعات عدة من بينها رسوم توضيحية تتناول مشاهد لقصص وحكايات تاريخية، وأخرى خيالية أبطالها أشخاص يعبرون عن حالة المشهدية الحالمة لأجواء أسطورية، تؤدي فيها الطبيعة المحيطة بجمالياتها اللونية مشهد البطولة.كذلك ضمّت الأعمال المعروضة مجموعة الرسوم التاريخية، التي تتناول التراث الكازاخستاني، وتصور الحروب التاريخية والمعارك القتالية في سبيل بناء الإمبراطوريات القديمة على أراضيها، التي كانت مسرحاً لأعظم القصص والبطولات الملحمية، حين كانت في يوم من الأيام جزءاً من إمبراطورية المغول، التي تمكنت من غزو نصف أراضي العالم، وحفر مقاتلوها الأسطوريون مكانة تاريخية لنفسهم في كتب التاريخ، مثل جنكيز خان كقائد ومحارب عظيم بسلبياته وإيجابياته.
الألوان وحركة الفرسان
تنوّعت الخامات والتقنيات المستخدمة في الأعمال الفنية بين الألوان المائية على الورق والألوان الزيتية على التوال، إضافة إلى الخامات المختلطة، التي يزاوج فيها الفنان بين تقنيات عدة وخامات في اللوحة الواحدة. ومن تنوع وتعدد دروب الحضارة الكازاخستانية وبيئتها الريفية بغاباتها الكثيفة، ومنحدراتها الجبلية يستقي كاستييف محيط لوحاته بأسلوب يميل تجاه الواقعية، معتمداً على تصوير حركات الفرسان. ومن أهم اللوحات المعروضة لوحة «النجم الزاهر» المستوحاة من كتاب «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» للمؤلف والمؤرخ المصري «ابن تغري بردي»، الذي رسم وفقاً له صورة للقائد رمز العلاقات المصرية الكازاخية السلطان الظاهر «ركن الدين بيبرس»، وهو يمتطي الحصان.الفارس والحصان
لوحة الظاهر بيبرس على حصانه، تتوسط معرض دوران كاستييف، وفيها تتضح السمات الجمالية لأعمال الفنان، فهو لا يريد التعبير عن البطولة بشرحها أو الحكي عنها، إنما يسعى إلى تمثيل تلك البطولة كما هي، بتقريب كينونتها إلى التفهم والاستيعاب، بآليات بسيطة.الفارس والحصان والطبيعة، في هذه اللوحة، كيان واحد متسق، مصوغ من الجموح والفوران والانطلاق والشموخ والتحدي، فالبطولة هي توافق الصفات النبيلة، والتحرك الغاضب من أجل إحقاق الحق، ونصرة المستضعفين، مثلما تسهب السيرة الشعبية في الشرح.وتقول سيرة الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري الصالحي النجمي (3221-7721)، الذي جرى تتويجه في العام 1260 هو «أبوالفتوح»، سلطان مصر والشام، رابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الفعلي، وكان مملوكاً يباع في أسواق بغداد والشام، ثم حقق خلال حياته انتصارات عدة ضد الصليبيين والمغول منها معركة المنصورة ومعركة عين جالوت.أعمال ومتحف خاص
يذكر أن الفنان العالمي دوران من عائلة الفنان الكازاخي الشهير أبيلخان كاستييف، الذي عاش في القرن الماضي، وترك أعمالاً إبداعية كثيرة وله متحف خاص بلوحاته في مدينة «الماتي».ويشبه الفنان دوران جده في سرد الجمال، وتجسيده بفرشاته الساحرة وألوانه المبهجة بأسلوب يجمع بين الانطباعية والتعبيرية والواقعية. كذلك حصل على الجائزة الأولى في مسابقة «الاستقلال التي خلفها الأسلاف» بعمل معرض دائم في متحف الفنون الجميلة بكازاخستان، والأخيرة جمهورية آسيوية مترامية الأطراف تعرف بمواردها الحضارية والثقافية المتنوعة، وآثارها الغنية بالتراث الضاربة في التاريخ.
لوحة «الفارس والحصان» تتضح فيها السمات الجمالية لأعمال الفنان