بعد سلسلة من الخلافات والتوتر على خلفية تباين مواقف بعدة قضايا، أشاد قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني اللواء قاسم سليماني، أمس، بتلميح رئيس الجمهورية حسن روحاني إلى إمكانية تعطيل إمدادات الطاقة من المنطقة في حال قامت بفرض حظر شامل على صادرات بلاده النفطية.

وقال القائد الإيراني المعروف بمواقفه المتشددة تجاه التقارب مع الغرب، إن "روحاني هو ذاته الذي عرفناه ونعرفه، والذي يجب أن يكون".

Ad

وفي رسالة بعث بها إلي روحاني، الذي يقوم بزيارة حالياً إلى النمسا لحشد الدعم لإنقاذ الاتفاق الدولي بشأن برنامج بلاده النووي، قال سليماني إن "ما نقلته وسائل الإعلام من تصريحاتك بأنه في حال عدم تمكن إيران من تصدير النفط فليس هناك ضمان لتصدير النفط من المنطقة برمتها وحديثك عن موقف إيران تجاه الكيان الصهيوني، يبعث على الفخر والاعتزاز".

وأضاف: "إنني كجندي تابع للولاية أقول لك بكل اعتزاز إن خطابك القيم مصدر فخر واعتزاز القائد العزيز والشعب الإيراني الكبير والمسلمين في العالم". وتابع: "أقبل يديك على الخطاب المناسب والصحيح وأعلن استعدادي للعمل بكل ما يمكن أن يصب في مصلحة الجمهورية الإسلامية".

تمسك واشتراط

في غضون ذلك، أكد الرئيسان الايراني والنمساوي ألكسندر فان بيلين أهمية الاتفاق النووي وضرورة الحفاظ عليه في المستقبل.

وشدد الرئيس الإيراني في مؤتمر مشترك مع بيلين على أن بلاده ستتمسك بالمعاهدة المبرمة في 2015 إذا ما ظلت قادرة على جني فوائده الاقتصادية رغم إعادة الولايات المتحدة فرض العقوبات.

وقال روحاني في مؤتمر مشترك مع بيلين: "إذا ما كان باستطاعة الدول الأخرى الموقعة ضمان مصالح إيران، فسنمضي في الاتفاق دون الولايات المتحدة".

وانتقد روحاني بشدة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق ووصفه بأنه "انتهاك للمواثيق والالتزامات الدولية وسيادة الدول ولا يخدم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".

وأشار إلى جهود إيران في مكافحة الإرهاب ودورها في محاربة العناصر الإرهابية في سورية، وندد بما وصفه بـ"الدور المدمر" لبعض الدول وفي مقدمتها إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة.

من جانبه، اعتبر الرئيس النمساوي، أن الاتفاق إنجاز دبلوماسي مهم حظي بتأييد جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، داعياً إلى ضرورة حمايته والمضي في تنفيذه بشرط احترام طهران لالتزاماتها وخصوصاً أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية المشرفة على تنفيذه.

وأضاف بيلين، أن الاتفاق فتح نافذه للتطرق إلى قضايا أخرى بينها

ما يتعلق بإسرائيل، مؤكداً التزام بلاده بحق تل أبيب في الوجود.

وكانت سويسرا، التي زارها روحاني قبل النمسا أكدت أنها ستواصل إمداد إيران بالسلع الأساسية والإنسانية رغم العقوبات التي تعتزم واشنطن فرضها على مرحلتين بأغسطس ونوفمبر ودعت طهران للاعتراف بإسرائيل.

ورافق روحاني خلال جولته، التي انتهت أمس، كل من وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وزير الصحة والتعليم الطبي حسن قاضي زادة هاشمي.

ولاحقاً، التقى روحاني المستشار النمساوي سيباستيان كورثز.

ضمانات أوروبا

جاء ذلك قبل يومين من استضافة فيينا اجتماعاً لوزراء خارجية إيران وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين في مسعى لإنقاذ الاتفاق الذي يهدف إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي.

ومن المتوقع أن تقدم الدول الخمس في الاجتماع الذي يعقد غداً خطة لمنع إعادة فرض العزلة على إيران رغم العقوبات التي تعتزم إدارة الرئيس دونالد ترامب تطبيقها بعد انسحابها أحادياً من الاتفاق ودعوتها طهران تطبيق 12 مطلباً لتعديل سلوكها في المنطقة.

وكانت الولايات المتحدة انسحبت من الاتفاق في مايو واتخاذ خطوات لإعادة فرض العقوبات على إيران، ملقية بذلك على عاتق الدول الخمس مسؤولية إنقاذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015 ويعرف رسمياً باسم "خطة العمل المشترك الشاملة".

اعتداء باريس

من جانب آخر، أصدرت بلجيكا أمس، مذكرة توقيف بحق مشتبه فيه، موقوف في فرنسا في إطار تحقيق تجريه حول مخطط لتنفيذ اعتداء ضد تجمع لمعارضين إيرانيين نظمته حركة "مجاهدي خلق" السبت الماضي في شمال باريس.

وأوقف المشتبه به في فرنسا ويدعى مرهد، 54 عاماً، وهو من أصل إيراني السبت الماضي. وقالت السلطات البلجيكية، إنه "شريك مفترض". وفي اليوم نفسه أوقف زوجان في بلجيكا بحوزتهما متفجرات يشتبه بأنهما خططا للاعتداء بينما أوقف دبلوماسي إيراني في ألمانيا بعد أن كان على اتصال بهما.

في المقابل ذكرت السلطات الإيرانية أن الأشخاص الذي أوقفوا في بلجيكا بتهمة التخطيط للاعتداء عناصر تابعة إلى "مجاهدي خلق".

في هذه الأثناء، أدانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت مخطط الاعتداء على اجتماع المعارضة الإيرانية الذي شارك به العديد من الشخصيات الأميركية البارزة، وقالت رداً على سؤال حول توقيف الدبلوماسي الإيراني، إن بلادها تراقب التحقيق في القضية عن كثب ومستعدة لتقديم الدعم إذا طلب منها. وتابعت: "بصفة عامة إننا ندين بشدة استخدام الحكومة الإيرانية للإرهاب، وهو أمر يحدث في العديد من البلدان".

وتعتبر إيران، التي نفت ضلوعها في مخطط الاعتداء، وقالت إنه محاولة زائفة للتشويش على الزيارة التي يقوم بها روحاني لأوروبا، أعضاء "مجاهدي خلق" الماركسية، "إرهابيين" وحظرتها في 1981.