سُنّة العراق يتريثون في تشكيل تحالف
نفت مصادر عراقية سنية رفيعة، أمس، تشكيل تحالف نيابي سني، خلال اجتماع عُقِد أخيراً في إسطنبول، واصفةً ما جرى باللقاء المذكور، بأنه مجرد مشاورات بين ممثلي المناطق المحررة من «داعش»، للتفاهم مع الفائزين الشيعة الأبرز في انتخابات البرلمان التي أجريت خلال مايو الماضي، والتي تواجه نتائجها طعوناً واسعة لم تحسم بعد.وجاء النفي من مصادر مقربة من حزب نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي ذي النفوذ في الموصل والأنبار، وحزب الحل الذي يعمل في الأنبار وبغداد، بعد تسريبات أشارت إلى تشكيل كتلة سنية تحت مسمى المحور الوطني، بزعامة رجل الأعمال المقرب من تركيا خميس الخنجر.
وتضمنت الصفقة المفترضة تقاسم المناصب الأساسية التي تعد من حصة السُّنة، مثل رئاسة البرلمان، لكن الأطراف السنية حرصت على نفي ذلك بشدة، خصوصاً أن الشيعة يرفضون، حتى الآن، تشكيل كتلة تمثل الأحزاب الشيعية، كما كان يحصل سابقاً، في دعوةٍ إلى بناء كتلة أكبر عابرة للمكونات، تتولى تشكيل الحكومة المقبلة تكيفاً مع مرحلة ما بعد «داعش».ويقول السُّنة إنهم هذه المرة لن يشكلوا كتلة سنية، لأنهم يطمحون إلى الدخول مع الفائزين من باقي الأطراف في كتلة عابرة للطائفية، إلا إذا قرر الشيعة التخندق في تحالف كبير.وذكر مصدر مقرب من تحالف النجيفي، أن الأخير لا مانع لديه من الذهاب إلى صفوف المعارضة، ولا يريد حصصاً وزارية، وقد يكتفي برئاسة مجلس النواب.وأضاف المصدر أن لقاء إسطنبول «كان مجرد لقاء تشاوري، وسيستكمل في بغداد نهاية هذا الأسبوع... والتشاور مستمر مع القوائم الشيعية، بالإضافة إلى الكتل السنية». ويأتي ذكر الاجتماع المقبل المزمع في بغداد، رداً على انتقادات شيعية بذهاب أحزاب السُّنة إلى إسطنبول، مما قد يفتح الباب على تدخلات تركية مرفوضة، ويقول السُّنة إنهم يودون أن تتسع بغداد لهم، لكن بعض الفاعلين السياسيين المهمين مازالوا غير قادرين على العودة إلى البلاد، بسبب مذكرات اعتقال مثيرة للجدل، تعود إلى حقبة رئيس الحكومة السابق نوري المالكي.