كان لافتاً هذا العام التراجع الواضح في مدة الحلقة الدرامية في المسلسلات المصرية مقارنة بالعام الماضي. حتى أن بعض الحلقات عُرض من دون شارتي البداية والنهاية.وزاد بعض المخرجين مدة الحلقات بعرض لقطات من الحلقات السابقة وهو ما تكرر بشكل ملحوظ في أعمال عدة في مقدمها «عوالم خفية» للمخرج رامي إمام و«طايع» للمخرج عمرو سلامة، و«كلبش 2» لبيتر ميمي بالإضافة إلى «ليالي أوجيني» للمخرج هاني خليفة.
وتعمّد مخرجون عدم الاكتفاء بالاستعانة بمشاهد من الحلقة السابقة بل من حلقات سابقة عدة للتوسع في الأحداث التي يستعرضونها في الدقائق الأولى، فيما عادلت حلقات عدد دقائق مسلسلات السيت كوم رغم عرضها على الشاشات في مدة زمنية تفوق الساعة، وكانت غالبيتها تعرض من دون شارتي البداية والنهاية.وتردّد أن ضيق الوقت وضغط التصوير كانا سببين رئيسين في حذف مشاهد من أعمال عدة، خصوصاً أن بعضها استمر تصويره الخارجي حتى الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، مثل «طايع» الذي تابع فريقه إنجاز المشاهد في الصحراء حتى الأسبوع الأخير من رمضان و«بالحجم العائلي» الذي سافر فريق عمله إلى ألمانيا في النصف الثاني من رمضان. إلا أن الصانعين نفوا تأثرهم بضيق الوقت.يقول بطل مسلسل «عزمي وأشجان» حسن الرداد إن متوسط حلقة مسلسله وصل إلى 25 دقيقة وهو رقم جيد نظراً إلى طبيعة العمل الكوميدية التي تتطلب إيقاعاً سريعاً وعدم المط والتطويل، مؤكداً أن التأخر في الانتهاء من التصوير حتى الأسبوع الأخير من رمضان لم يكن سبب اختصار عدد من المشاهد ففريق العمل وضع جدول التصوير لتكون المشاهد الأخيرة التي ينجزها مرتبطة بآخر الحلقات مع تسليم الحلقات الأولى لمحطات العرض مبكراً.وأضاف الرداد أنه رغم أن الحلقة 25 دقيقة في المتوسط فإنها كانت تعرض خلال أكثر من 80 دقيقة على الشاشة، ما يعتبر نجاحاً للعمل، مشيراً إلى أن طبيعة الأعمال الكوميدية تفرض على صانعيها اختصار مدتها كي لا يشعر الجمهور بالملل منها.
رأي النقد
أكّد الناقد أحمد حسان أن اختصار المدة الزمنية للحلقات بات أمراً طبيعياً في ظل تعهد المنتجين للمحطات بتسليم 30 حلقة من دون تحديد مدة الواحدة منها، بالإضافة إلى عدم رغبة القنوات في حلقات طويلة بسبب الفواصل الإعلانية. حتى أن غالبية المحطات، ورغم قصر مدة الحلقات درامياً، تعجز عن بدء المسلسل في موعده للسبب نفسه.وأضاف حسان أن ثمة حلقات سجلت أرقاماً قياسية هذا العام في اختزال مدتها، فلم تتجاوز الـواحدة 20 دقيقة، مشيراً إلى أنه في السابق كانت تترواح مدة الحلقة بين 40 و45 دقيقة أما الآن فلم تصل إلى 35 دقيقة، ما يفسر بوضوح اختزال مدة تصوير بعض الأعمال إلى ثلاثة أشهر وربما أقل، لا سيما المسلسلات التي لا تستلزم ديكورات خارجية كثيرة.وأوضح أنه بغض النظر عن المط والتطويل الذي شهده بعض الأحداث، فإن غالبية المسلسلات كانت مدتها أقل درامياً من الناحية الإنتاجية فانخفضت لتصبح في المتوسط أقل من 16 ساعة بعدما كانت تصل إلى 22 و23 ساعة موزعة على حلقات العمل.أشار الناقد محمد توفيق إلى أن مسألة تخفيض مدة الحلقات بدأ بطلب من المحطات بسبب الإعلانات، وهو أمر استغلته شركات الإنتاج لاحقاً وبدأ التوسع فيه عاماً بعد الآخر لأسباب مختلفة، موضحاً أن هذه الظاهرة برزت في الموسم الأخير وانخفض المعدل نحو خمس دقائق لكل مسلسل عن العام الماضي، فصارت غالبية المسلسلات أشبه بالسيت كوم في مدتها.وأضاف توفيق أن المحطات لم تتعامل مع هذا الأمر بشكل جدي ولم نجد قناة واحدة أبدت اعتراضاً معلناً على مدة حلقات أي مسلسل، مشيراً إلى أن ثمة من أنكر وجود الأزمة في ظل غياب الاعتراضات سواء من المعلنين أو مالكي القنوات.