اختيار الزوجة
نصيحتي الغالية لشباب اليوم المقبلين على الزواج أن يحسنوا اختيار الزوجة بالسؤال عن الأم قبل السؤال عن البنت، وأن يترجموا المثل الكويتي: "اسأل عن أمها قبل لا تضمها" إلى واقع حي ملموس قبل أن "تقع الفأس بالرأس".
من خلال خبرتي في الحياة الزوجية التي استمرت نحو 30 عاما تقريبا، تأكد لي أن من أهم مقومات الحياة الزوجية واستمرارها وعدم تفككها هو حسن اختيار الزوجة، والمقصود بحسن الاختيار هو أن تكون الزوجة صالحة ذات دين وخلق ومن أسرة صالحة، وقد بين ذلك رسولنا الكريم في الحديث الشريف، حيث قال: "ننكح المرأة لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك". ولدينا في الكويت مثل شعبي يقول: "اسأل عن أمها قبل ما تضمها". ومعنى المثل عندما يريد الشاب خطبة فعليه أن يسأل عن الأم أولا قبل البنت، لأن البنت نسخة أصلية من أمها، وكما تقول الداعية هيام الجاسم إن ثلاثة أرباع التربية على الأم، والربع على الأب والربع كثير. يخبر الدكتور الشيخ أحمد حجي الكردي عن شاب جاء يسأله عن رغبته في الزواج من فتاة شاهدها فأعجبته، ويريد أن يتقدم لخطبتها فقال له الشيخ: تأكد من صاحب الكلمة والسيطرة في البيت، وبعد التحري عاد الشاب إلى الشيخ وقال له: الأم هي المسيطرة والمتسلطة في البيت، وكلمتها تمشي على الجميع الأولاد والبنات والأب قبلهم!
فأجابه الشيخ: نصيحتي لك بعدم الزواج من هذه البنت لأن أمها متسلطة، والبنت "تطلع على أمها"، والتسلط ليس من صفات المرأة، فأخذ الشاب برأي الشيخ وشكره على نصيحته الغالية. والشيء بالشيء يذكر يخبرني أحد الأزواج عن قصة زواجه فيقول: بعد تحديد عقد قراني من فتاة شاهدتها فأعجبتني جاءني اتصال من أحد الأصدقاء قبل عقد قراني بيومين حذرني فيه من الزواج من هذه البنت لأن أمها "قشرة" وبناتها طالعات عليها، ومعنى "قشرة" باللهجة الكويتية: هي المرأة المتسلطة، العسرة، الشديدة العصبية، العنيدة، رأسها يابس، متكبرة، صاحبة مزاج صعب، الهاجرة لفراش الزوجية.يكمل الزوج حديثه فيقول: للأسف الشديد لم آخذ بنصيحة صديقي، فـ"وقعت الفاس بالراس" وعانيت معها معاناة شديدة حتى وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا، وكلما تذكرت نصيحة صديقي عضضتُ أصابع الندم، لكن إذا فات الفوت ما ينفع الصوت.لذا نصيحتي الغالية لشباب اليوم المقبلين على الزواج أن يحسنوا اختيار الزوجة بالسؤال عن الأم قبل السؤال عن البنت، وأن يترجموا المثل الكويتي: "اسأل عن أمها قبل لا تضمها" إلى واقع حي ملموس قبل أن "تقع الفأس بالرأس".فهل وصلت نصيحتي الغالية لكم؟ آمل ذلك يا شباب الغد.