بعد فشل المفاوضات على اقتراح وقف المعارك مقابل تسليم السلاح الثقيل، استهدفت قوات النظام السوري وحليفتها روسيا بمئات الضربات الجوية مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة درعا، في تصعيد «غير مسبوق» منذ بدء الحملة العسكرية المستمرة بالمنطقة الجنوبية الحدودية مع الأردن وإسرائيل منذ 19 يونيو.

وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ «الطائرات السورية والروسية أكثر من 600 ضربة جوية بين غارات وقصف بالبراميل المتفجرة منذ ليل الأربعاء - الخميس، واستهدفت خصوصاً بلدات الطيبة والنعيمة وصيدا وأم المياذن واليادودة الواقعة في محيط مدينة درعا قرب الحدود الأردنية». كما طالت بعض الضربات مدينة درعا، مهد الثورة على الرئيس بشار الأسد في 2011.

Ad

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، إن التصعيد الأخير «غير مسبوق» منذ بدء الحملة العسكرية على درعا، مشيراً إلى استمرار الغارات صباحاً.

وأضاف عبدالرحمن: «يحوّل الطيران السوري والروسي هذه المناطق إلى جحيم»، متحدثاً عن «قصف هستيري على ريف درعا في محاولة لإخضاع الفصائل بعد رفضها الاقتراح الروسي لوقف المعارك خلال جولة التفاوض الأخيرة عصر الأربعاء».

ووثق المرصد مقتل ستة مدنيين على الأقل بينهم امرأة وأربعة أطفال جراء القصف على بلدة صيدا، التي تتعرض لغارات مستمرة منذ أمس، وتحاول قوات النظام اقتحامها، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم إلى 149 مدنياً على الأقل بينهم ثلاثون طفلاً، وفق المرصد.

40 طائرة

وقال مدير المكتب الإعلامي لفصائل الجنوب حسين أبازيد: «منذ مساء أمس حتى اليوم، يتبعون سياسة الأرض المحروقة لإجبار الثوار على التفاوض مجدداً»، موضحاً أن أحد الضباط الروس هدد وفد المعارضة قبل انسحابه من الاجتماع، أمس الأول، بأنه «في حال لم يوافقوا على الاتفاق، فإن أربعين طائرة ستغادر من (مطار) حميميم لقصف الجنوب».

وأوردت غرفة العمليات المركزية التابعة لفصائل الجنوب، في بيان على «تويتر»، «التفاوض بلغة التهديد تترجمه طائرات الاحتلال الروسي قصفاً وحرقاً وتدميراً في الجنوب السوري»، مطالبة «برعاية أممية لمفاوضات الجنوب».

وعلى أطراف مدينة درعا، لم يتوقف دوي القصف طوال الليل في هجوم هو الأعنف منذ بدء قوات النظام هجومها. وفي تغريدة على «تويتر»، كتب الناشط الإعلامي في درعا عمر الحريري «الليلة الأصعب والأعنف قصفاً على درعا منذ بدء الهجمة البربرية لقوات الاحتلال الروسي ونظام الأسد».

وتزامناً مع الضربات الجوية، تمكنت قوات النظام،أمس، بحسب المرصد من السيطرة للمرة الأولى منذ أكثر من ثلاثة أعوام على نقطة على الحدود السورية الأردنية جنوب مدينة بصرى الشام.

وأكد قائد عسكري سوري استعادة مدينة صيدا على بعد 2 كم عن الحدود السورية الأردنية وكتيبة الدفاع الجوي بريف درعا الشرقي.

وفي حين نفت مصادر بالمعارضة اقتحام صيدا، شنت قوات الأسد بمساندة الطيران الروسي لليوم الخامس هجوماً على مدينة طفس من أربعة محاور هي تل السمن وتل الخضر إضافة إلى الطريق الرئيس من داعل ومن جهة العبارة، في محاولة لفصل مناطق سيطرة المعارضة في الريف الغربي لدرعا إلى قسمين.

مشاركة إيرانية

ورغم الحديث عن ابتعاد إيران عن معركة الجنوب، ظهر قائد ميليشيا «أبو الفضل العباس» العراقية المدعومة من طهران أوس الخفاجي برفقة ضابط روسي في مدرسة تتخذها قواته مقراً عسكرياً في منطقة داعل غربي درعا، بحسب صور تداولها ناشطون، أمس الأول، على «تويتر».

ونعت مواقع إيرانية الضابط في الحرس الثوري الإيراني محمد إبراهيم رشيدي، الذي قتل الاثنين، في دير العدس شمال غربي درعا.

موجة جديدة

مع تفاقم المواجهات في منطقة خفض التصعيدـ التي تشمل درعا والسويداء والقنيطرة، تدفقت موجة جديدة من النازحين على حدود الأردن، قدرها وزير الخارجية أيمن الصفدي بنحو 200 ألف شخص فيما تحدث المرصد عن 300 ألف فار منذ 25 يوماً.

ودعت المتحدثة باسم مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ليز ثروسيل الأردن ودول المنطقة إلى «تكثيف الجهود واستقبال الفارين». ورد أكثر من مسؤول في المملكة بالتأكيد على «عدم القدرة على استضافة المزيد من اللاجئين وضرورة اتخاذ خطوات فورية للحؤول دون تهجير السوريين من بيوتهم وبلداتهم في جنوب سورية وإمدادهم بالمساعدات من الداخل».

«مناطق عازلة»

وبعد نحو عام من تطبيقه، تناولت وسائل إعلام عالمية الموقف الأميركي من منطقة خفض التصعيد جنوب سورية وسلطت الضوء على مباحثات الرئيس دونالد ترامب مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في البيت الأبيض قبل أسبوعين، مؤكدة أنه عبر عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 16 يوليو الجاري في هلسنكي على «مناطق عازلة» جنوب سورية لإتاحة الفرصة لانسحاب أميركي بأقرب فرصة.

مقتل أميركيين

وفي دير الزور، أفاد ناشطون بمقتل عدد من الجنود الأميركيين في هجوم لتنظيم «داعش» بعبوات ناسفة استهدف، أمس الأول، دوريتهم قرب قرية النملية شمال المحافظة.

ووفق موقع «دير الزور 24» وموقع «فرات بوست»، فإن عناصر «داعش» قاموا بزرع العبوات على الطريق العام قرب القرية، وفجروها عند وصول دورية مشتركة للقوات الأميركية وقوات سورية الديمقراطية (قسد)، مشيرين إلى أن إطلاق نار كثيف أعقب عملية التفجير قبل فرار عناصر التنظيم إلى مناطق سيطرتهم في البادية الشمالية.