أمر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قوات الجيش بالتأهب عقب ورود تقارير إعلامية أميركية مفادها أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أشار «قبل عام» إلى احتمال اجتياح فنزويلا.

وقال مادورو خلال مراسم عسكرية: «لا يمكنكم التخفيف من درجة تأهبكم ولو ثانية لأننا سندافع عن أعظم حق لبلدنا في تاريخها ألا وهو العيش بسلام».

Ad

وأشار إلى تقارير تناقلتها شبكة «سي ان ان» الاخبارية الأميركية وأفادت بأن ترامب طرح في اغسطس 2017 أمام مستشاريه للسياسة الخارجية احتمال اجتياح فنزويلا الغنية بالنفط، والتي تتهم إدارة ترامب نظامها اليساري بالاستبداد والفساد.

ونقلت «سي ان ان» عن مسؤول رفيع المسنوى في الإدارة الأميركية، أن مستشاري ترامب رفضوا الفكرة كما رفضها قادة أميركا اللاتينية الذين طرحها ترامب عليهم كذلك.

وأشار مادورو إلى أن هذه التقارير تدعم تأكيداته بأن الولايات المتحدة تخطط لشن هجوم عسكري على فنزويلا للسيطرة على مواردها النفطية الضخمة.

وفي أعقاب الاجتماع في أغسطس الماضي في المكتب البيضاوي لمناقشة فرض عقوبات على فنزويلا، توجه ترامب إلى كبار مساعديه، وطرح سؤالاً: «في ظل التفكك السريع لفنزويلا المهدد للأمن الإقليمي، لماذا لا تغزو أميركا هذا البلد المضطرب؟».

وفاجأ الاقتراح الحاضرين في الاجتماع، بمن فيهم وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، ومستشار الأمن القومي السابق إتش آر ماكماستر، وكلاهما ترك الإدارة منذ ذلك الحين، حسب المسؤول الرفيع في الإدارة الأميركية.

وفي حديث متبادل استغرق نحو خمس دقائق، تناوب ماكماستر وآخرون التوضيح للرئيس الأميركي كيف يمكن للعمل العسكري أن يأتي بنتائج عكسية، وأن يخاطر بفقدان الدعم الذي حصل عليه من حكومات أميركا اللاتينية لمعاقبة مادورو على نهجه الديكتاتوري.

لكن ترامب أعاد التذكير بحالات ناجحة للدبلوماسية العسكرية الأميركية في المنطقة مثل غزو بنما وغرينادا في الثمانينيات.

وفي اليوم التالي، أي في 11 أغسطس الماضي، أعاد ترامب الحديث علانية عن «خيار عسكري» لإزالة مادورو من السلطة، وهو ما رفضته دوائر السياسة الأميركية.

وبعد فترة وجيزة، أثار ترامب فكرة غزو فنزويلا عسكريا مع الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، وفقا للمسؤول الأميركي، وهو ما أكده اثنان من كبار المسؤولين الكولومبيين.

وفي سبتمبر الماضي، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، ناقش ترامب مرة أخرى غزو فنزويلا، وهذه المرة بمزيد من التفصيل، في عشاء خاص مع قادة 4 من دول أميركا اللاتينية.

وأفاد المسؤول الأميركي إن أول ما قاله الرئيس في حفل العشاء هو «طلب مني الموظفون ألا أتكلم عن هذا». ثم راح يسأل كل زعيم إذا كان متأكدا من رغبته برفض العمل العسكري ضد فنزويلا، وأجاب القادة الأربعة، ترامب برفض الاقتراح قطعا.