قال سفير دولة الكويت لدى جمهورية الصين الشعبية سميح جوهر حيات أن زيارة الدولة الرسمية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه للعاصمة الصينية بكين غداً السبت ستجسد مرحلة زاهرة جديدة للعلاقات بين البلدين تترسخ فيها الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما.

وأكد السفير حيات في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الجمعة أن العلاقات الكويتية - الصينية «متينة وقوية»، مشيراً إلى وجود حرص مشترك من جانب قيادتي البلدين على تعزيزها والارتقاء بها بما يخدم مصالح شعبيهما في كافة المجالات والصعد.

Ad

وأضاف أن العلاقات الكويتية - الصينية تعد «نموذجاً فريداً» للعلاقات الثنائية المتميزة القائمة على الشراكة الاستراتيجية التي تتجه بقوة وثقة نحو مستقبل واعد في إطار من التفاهم في المواقف والتوجهات.

تاريخية

وذكر أن زيارة سمو الأمير لبكين تستمر من 7 إلى 10 يوليو الجاري إذ يترأس سموه وفداً يعتبر الأرفع مستوى تاريخياً منذ أول زيارة لأرفع مسؤول كويتي حينذاك للصين المغفور له الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه في عام 1965.

وأوضح السفير حيات أن زيارة سمو أمير البلاد لبكين ستشهد توقيع العديد من الاتفاقيات الجوهرية بين الجانبين تضمن وتعزز الآليات المؤسسية على قاعدة اقتصادية وسياسية صلبة وبما يدعم جهودهما في حفظ الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وبين أن الزيارة ستتوج بتوقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في المجالات المختلفة والتي ستضاف إلى رصيدهما الثري لما تم توقيعه بينهما خلال الخمسين عاماً الماضية ليصبح العدد الاجمالي 50 اتفاقية ومذكرة تفاهم.

وقال أن تلك الاتفاقيات ومذكرات التفاهم تهدف إلى تعزيز الشراكات الثنائية والتعاون بين البلدين وفتح آفاق جديدة للعمل المشترك في مختلف القطاعات وتجسد رغبة قيادتي الدولتين في تعزيز مستوى الشراكة الاستراتيجية بينهما والانطلاق بها نحو آفاق أرحب وأوسع.

وذكر السفير حيات أن سمو أمير البلاد سيحل ضيف شرف في افتتاح منتدى التعاون العربي - الصيني ليصبح أول رئيس عربي يشارك في إلقاء كلمة مع نظيره الصيني شي جين بينغ وبحضور وزراء الخارجية العرب منذ إنشاء المنتدى.

وقال أن اختيار سمو أمير البلاد ضيف شرف المنتدى يحمل دلالة رمزية على قوة العلاقات الكويتية - الصينية إذ «إن تميزها وما تشكله من نموذج ناجح للشراكات الثنائية بين الدول لم يأت من فراغ وإنما من اقتناع مشترك بأهمية هذه العلاقات وضرورة تطويرها ودفعها إلى الأمام باستمرار».

الحزام والطريق

وحول «مبادرة الحزام والطريق» والتي أطلقتها الصين في عام 2013 أكد السفير حيات أهميتها في تعزيز الاقتصاد بين البلدين وإحياء طريق الحرير القديم الذي سيساهم في ازدهار الاقتصاد العالمي نظراً لافتقاد دول آسيا الوسطى للموانئ البحرية بسبب طبيعتها الجغرافية.

وشدد على أن مشاركة دولة الكويت في مشروع طريق الحرير تعكس الرؤية الاستراتيجية السامية لسمو أمير البلاد بتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري وثقافي اقليمي ودولي.

وأضاف أن مشروع إحياء طريق الحرير سيعمل على استعادة دولة الكويت لدورها الريادي في المجالين التجاري والاقتصادي في المنطقة لاسيما أنها تتمتع بموقع جغرافي متميز.

وأشار إلى وجود توافق بين رؤية «الكويت 2035» ومبادرة الصين «الحزام والطريق» لإحياء طريق الحرير وإنشاء منطقة حيوية تجارية تخدم دول العالم براً وبحراً وتساهم في ازدهار الاقتصاد العالمي، مبيناً أن كبار المسؤولين الصينيين يبدون تعاوناً كاملاً وواضحاً حول البحث في كيفية الاستفادة من الجزر الكويتية لجدواها الاقتصادية التي تعود على الكويت والمنطقة.

الأولى خليجياً

وأوضح أن الكويت هي أول دولة خليجية عربية تبادر بتوقيع مذكرة تفاهم للتعاون مع الصين في مبادرة «الحزام والطريق» بعد إعلانها في سبتمبر 2013، مشيراً إلى ما عبرت به الكويت عن دعمها وتأييدها لتلاقي مبادرة «الحزام والطريق» مع تصورها الاستراتيجي في جعل الكويت ملتقى تجارياً ضخماً ونواة شبكة خطوط حديد عنكبوتية تبدأ من الصين مروراً بآسيا الوسطى ودولنا الاستراتيجية.

وقال السفير حيات «اننا نشاطر الجانب الصيني ثقته الكبيرة وتطلعاته العميقة والراسخة لنجاح المباحثات الرسمية التي ستعقد خلال زيارة سمو الأمير مع نظيره الصيني في الدفع باتجاه التعاون والتنسيق في احياء (طريق الحرير) التاريخي الذي تبرز عظمته في ربطه مجتمعات مختلفة في أديانها وثقافتها تقبلت بعضها وفتحت كل منها مساحات للأخرى ضمن منظومة واضحة تقوم على التبادلات التجارية والاستثمارية».

وأضاف أن علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين البلدين الصديقين تحظى برعاية وتأييد وتوجيه سام متواصل من لدن قيادتي البلدين لتحقيق التعاون العملي الاستراتيجي بين الكويت والصين في كل المجالات في إطار «الحزام والطريق».

يذكر أن زيارة سمو أمير البلاد للعاصمة الصينية بكين غداً السبت هي الثانية له منذ توليه مقاليد الحكم بعد الزيارة الأولى الناجحة والمثمرة التي قام بها في 2009.