أميركا تطلق شرارة «الحرب التجارية»... والصين ترد

أسواق المال تغلق على ارتفاع تفاؤلاً بالمحادثات التجارية بين واشنطن وأوروبا

نشر في 06-07-2018 | 13:43
آخر تحديث 06-07-2018 | 13:43
No Image Caption
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات أمس الأول للجلسة الرابعة على التوالي عقب محضر اجتماع الاحتياطي الفدرالي ووسط ترقب ما ينتج عن النزاع التجاري، قبيل صدور تقرير الوظائف الشهري.
دخلت الرسوم الأميركية الجديدة على واردات من الصين حيز التنفيذ أمس مما ينذر بانطلاق حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين رغم مخاوف الشركات والمستثمرين.

وتفرض الولايات المتحدة بالتالي تعرفات بنسبة 25 في المئة على ما قيمته من 34 مليار دولار من المعدات والإلكترونيات والأجهزة المتطورة المصنّعة في الصين، من بينها سيارات.

من جانبها، أعلنت الصين، أمس، أنها «مضطرة لاتخاذ إجراءات رد ضرورية» بعد خطوة الولايات المتحدة، متهمة واشنطن بإطلاق أكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي.

وصرح متحدث باسم وزارة التجارة الصينية في بيان: «تعهدت الصين ألا تكون المبادرة منها لكنها مضطرة إلى رد ضروري من أجل الدفاع عن المصالح الأساسية للبلاد والشعب». ومع أن المتحدث لم يحدد طبيعة تلك الإجراءات إلا أن بكين كانت تعهدت قبلاً باتخاذ إجراءات مماثلة عبر فرض رسوم موازية على منتجات تستوردها من الولايات المتحدة.

كما اعتبرت بكين أن ما قامت به واشنطن «نموذج على التسلط التجاري» الذي يمكن أن يؤدي إلى «بلبلة في الأسواق العالمية».

وذكر المتحدث أن وزارة التجارة سترفع المسألة أمام منظمة التجارة العالمية وستعمل مع دول أخرى «لحماية التبادل الحر».

وبالفعل، بدأت الصين فرض رسوم جمركية على سلع أميركية للرد بعد فرض واشنطن تعريفات إضافية على العملاق الصيني، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الصينية.

وقال لو كانغ، المتحدث باسم وزارة الخارجية: «عقب قيام الولايات المتحدة بتطبيق إجراءاتها الجمركية على الصين، دخلت الإجراءات الصينية ضد الولايات المتحدة حيز التنفيذ فوراً»، وفقاً لوكالة «فرانس برس».

إلى ذلك، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) نقلاً عن إدارة الجمارك، إن رسوماً جمركية صينية على واردات من الولايات المتحدة بقيمة 34 مليار دولار دخلت أمس.

وقالت شينخوا، إن الرسوم التي فرضتها نسبتها 25 في المئة، وهي تعادل النسبة التي فرضتها واشنطن على سلع صينية لرسوم دخلت حيز التنفيذ أمس أيضاً.

في الأسواق المالية، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات الخميس للجلسة الرابعة على التوالي عقب محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي ووسط ترقب ما ينتج عن النزاع التجاري، وذلك قبيل صدور تقرير الوظائف الشهري.

وارتفع «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.7 في المئة أو 182 نقطة إلى 24356 نقطة، كما ارتفع «ناسداك» بنسبة 1.1 في المئة أو 83 نقطة إلى 7586 نقطة، بينما ارتفع «S&P 500» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.8 في المئة أو 23 نقطة إلى 2736 نقطة.

وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر «ستوكس يوروب 600» بنحو 0.41 في المئة أو نقطة واحدة إلى 381 نقطة. وارتفع مؤشر «فوتسي» البريطاني (+ 30) نقطة إلى 7603 نقاط، وصعد مؤشر «داكس» الألماني (+ 146) نقطة إلى 12464 نقطة، وارتفع المؤشر الفرنسي «كاك» (+ 45) نقطة إلى 5366 نقطة.

وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية خلال تعاملات أمس، بسبب التفاؤل بشأن المحادثات التجارية بين أميركا والاتحاد الأوروبي، ورغم إطلاق الولايات المتحدة الرصاصة الأولى في الحرب التجارية مع الصين، لكنها سجلت خسائر أسبوعية.

وأغلق مؤشر «نيكي» الجلسة مرتفعاً 1.12 في المئة إلى 21788 نقطة، لكنه سجل خسائر أسبوعية بنسبة 2.3 في المئة، كما صعد المؤشر الأوسع نطاقاً «توبكس» 0.9 في المئة عند 1691 نقطة.

واستقر الدولار مقابل العملة اليابانية عند 110.64 ين.

أيضاً، أنهت الأسهم الصينية تعاملات الجمعة على ارتفاع بعد تراجعها إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عامين، مع تصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.

وأغلق مؤشر شنغهاي المركب الجلسة مرتفعاً 0.5 في المئة عند 2746 نقطة ليقلص خسائره الأسبوعية السابعة على التوالي إلى 3.5 في المئة، وهي سلسلة الخسائر الأكبر في ست سنوات.

وارتفع الدولار مقابل العملة الصينية 0.18 في المئة إلى 6.6490.

الدولار يهبط مع دخول الرسوم الأميركية حيز التنفيذ

هبط الدولار أمس مع دخول رسوم أميركية على واردات صينية حيز التنفيذ، لكن الاستجابة الضعيفة من جانب أسواق العملات للإجراء ترجح أن هذا التصعيد كان إلى حد كبير موضوعا في حسابات المستثمرين، الذين يركزون الآن على تقرير الوطائف الأميركية، الذي من المنتظر خروجه في وقت لاحق. وفرضت الولايات المتحدة رسوما جمركية على واردات سلع صينية بقيمة 34 مليار دولار، ودخلت الرسوم حيز التنفيذ اليوم، لكن الاستجابة بين العملات الكبرى كانت محدودة إلى حد ما. وانخفض مؤشر الدولار مقابل سلة تضم 6 عملات إلى 94.317، بعد أن هبط إلى 94.177 مسجلا أدنى مستوياته منذ 26 يونيو في اليوم السابق. ساعد هذا اليورو على الارتفاع إلى 1.1727 دولار، وهو أعلى مستوياته منذ 26 يونيو. وارتفع الدولار الأسترالي 0.1 في المئة إلى 0.7405 دولار أميركي، ومقابل الين الياباني، انخفض الدولار 0.1 في المئة إلى 110.56 ين، بينما ظل اليوان الصيني ضعيفا أمام الدولار، إذ انخفض 0.2 في المئة إلى 6.6506 يوان للدولار. ولم يسجل الجنيه الاسترليني تغيرا يذكر عند 1.3224 دولار.

النفط يتأرجح في تعاملات متوترة

تأرجحت أسعار النفط امس في سوق اتسم بالتوتر مع تطبيق الولايات المتحدة مجموعة من الرسوم الجمركية على بضائع صينية، في إجراء قد يدفع بكين إلى الرد برسوم مماثلة قد تشمل وارداتها من الخام الأميركي.

وهبطت أسعار النفط في التعاملات المبكرة مع تراجع أسواق الأسهم.

لكن بحلول الساعة 0528 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 13 سنتا، أو ما يعادل 0.2 في المئة، عن التسوية السابقة إلى 73.07 دولارا للبرميل.

وانخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت ستة سنتات، أو ما يعادل 0.1 في المئة، إلى 77.33 دولارا للبرميل.

ويخيم النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين بظلاله على أسواق النفط.

ويبلغ حجم شحنات الخام الأميركية إلى الصين نحو 400 ألف برميل يوميا بقيمة تصل إلى مليار دولار شهريا بالأسعار الحالية. ومن شأن فرض الرسوم الجمركية عليها أن يفقد الخام الأميركي تنافسيته في الصين.

back to top