شاركتُ مع الوفد الكويتي في المؤتمر الثاني والأربعين للجنة التراث العالمي التابع لهيئة اليونسكو، المنعقد في مملكة البحرين الشقيقة، وذلك في الفترة بين 24 يونيو و4 يوليو 2018. وقد شاركتْ في المؤتمر 21 دولة من أعضاء اللجنة، بالإضافة إلى أهم الجهات في حفظ التراث العمراني كهيئتي إيكوموس ICOMOS وإيكروم ICCROM، ولجنة حفظ التراث الطبيعي IUCN وكذلك العديد من الجهات غير الحكومية. وكان من ضمن أعضاء الوفد الكويتي خبراء ومعماريون من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والذين قاموا بتنظيم محاضرتين جانبيتين تحت عنواني "التراث المشترك: البيئة المعمارية للقرن العشرين في الخليج" و"ممارسات حديثة لحفظ التراث في الخليج". وكانت هاتان المحاضرتان جزءاً من سلسلة مبادرات ومشاريع ثقافية تحت رعاية "المجلس الوطني" تتناول العمارة والتخطيط الحضري الحداثي في العالم العربي، بالتركيز على دول الخليج وصناعتها لعمارة حداثية محلية.
وتم إدراج موقعين خليجيين ضمن قائمة التراث العالمي في هذه الجلسة، وهما موقع قلهات في سلطنة عمان وواحة الإحساء في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى مناقشة أهم المواقع العربية وكيفية الحفاظ عليها كموقع البتراء في الأردن وقرطاج في تونس، إلى جانب المواقع العربية التاريخية المعرضة للخطر بسبب الحروب والثوراث في سورية والعراق واليمن وليبيا ومصر. وانطلاقاً مما قامت به الكويت من إطلاق مؤتمر إعادة إعمار العراق، تم تنظيم ورشة عمل حول إعادة إحياء الجانب الثقافي في مدينة الموصل. ومن الجدير بالذكر أن العالم العربي هو الأقل حضوراً في قائمة التراث العالمي، وذلك على الرغم من كثرة مواقعه التاريخية وتراثه الغني، لذا نحتاج إلى التدخل السريع وتضافر الجهود العربية والعالمية لترميم هذه المعالم وتسجيلها ضمن القائمة. تتسابق الدول إلى إدراج مواقعها في قائمة التراث العالمي، لما في ذلك من قيمة ثقافية واقتصادية كبرى، حيث إن هذا التراث فرصة لخلق اقتصاد إبداعي عن طريق فتح أبواب السياحة الثقافية، وهو ما نحن بحاجة كبيرة له لتنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل.تملك الكويت العديد من المواقع التي تستحق أن تُدرج ضمن مواقع التراث العالمي وذلك ضمن عدة فئات، ففي الجانب الأثري فإن جزيرة فيلكا لها إرث مديد يعود لعصور ما قبل التاريخ، وشهدت أرضها مرور حضارات عديدة عليها. وفي فئة التراث الطبيعي فإن جزيرة بوبيان تملك طبيعة خلابة وتنوعاً بيولوجياً مذهلاً، وذلك بفضل أرضها الرطبة. وفي فئة التراث الحديث تميزت عمارة الكويت في الخمسينيات والستينيات بأسلوب حداثي فريد يؤهلها بكل سهولة لأن تُسجَّل ضمن القائمة، ومنها أبراج الكويت والعديد من المباني في مدينة الكويت ومنطقة الأحمدي.لابد من إدراك أهمية دعم ظهور مواقع الكويت على هذه الخريطة العالمية، وضرورة تعاون عدة جهات من مؤرخين وأكاديميين، بالإضافة إلى المؤسسات الخاصة، وذلك تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وإلا فسيكون مصير تراثنا الاندثار!
مقالات - اضافات
مصير التراث
07-07-2018