أيها المسؤول لا تأمن الدنيا!
![خالد مقبل الماجدي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1516989312482013900/1516989317000/1280x960.jpg)
أيها المسؤول كن مُحباً لعملك ومسؤوليتك، واجتهد في أن تُقبل على ذلك كله بنفس راضيةٍ وهمةٍ عاليةٍ، لتجد في ذلك السعادة. وعليك أن تهتم كثيراً بالعلاقات الإنسانية، من خلال مُراعاة مشاعر الزملاء، والتلطف مع العاملين، وتقدير الظروف، واحترام الصداقة، وغرس الثقة، والاتصاف بالمرونة اللازمة في التعامل. لا تنس أن أداء المسؤولية بروح الجماعة يُساعد في القيام بالمسؤوليات، ويخفف ثقلها، ويؤدي إلى الإبداع في إنجازها، فاحرص على روح الجماعة في أدائك لمسؤوليتك، واجتهد في كسب احترام من معك، لأنهم سيكونون أول من سيتبنى رأيك، وأكثر من يحرصون على نجاحه لأنهم يعدون القرار قرارهم جميعاً، ويرون أن المسؤولية مُشتركة.غير أن بعض الناس يهربون من مسؤولية أخذ القرارات وتحمل الأعباء، وقد لا يتحمل ذلك البعض، لذا نجد من يرمي بها على الآخرين، والأسوأ من كل هذا، أولائك الذين يتهاونون في هذه المسؤولية. يقول الله تعالى: «إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا»، ومن هذه الآية نستوعب أن المسؤولية أمانة، وأن الأمانة ثقيلة، وعليها تترتب التزامات وجهود. إذن، علينا أن نقول للمسؤول المخلص الناصح: شكراً على الجهد المبذول، وعليه هو أن يقابل شكرنا بالشعور الحسن للاستمرار في هذا الأداء الطيب، وأن يدرك أنه كما يتلقى الشكر على إحسانه فإن عليه أن يتلقى اللوم إن زلت به قدم إلى الفساد والإهمال، فالوطن أولا وثانيا وأخيرا، وحق المواطن على المسؤول أمانة تعجز السماوات والأرض عن حملها، فليكن على قدر المسؤولية.