أعوذ بالله من الشيطان والسياسة!
![محمد واني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1630607050878772300/1630607062000/1280x960.jpg)
ورغم الإخفاقات السياسية المتتالية التي منيت بها تلك الأحزاب، فإن بعضها القليل نجح في تحقيق إنجازات كبيرة في المجال القومي والوطني لبلدانها مثل حركة النهضة التونسية والعدالة والتنمية التركية، ولكنها لم تضف شيئا مذكورا للمسيرة الإسلامية ودعوتها ولا أقامت مشاريع مهمة تساعد المسلمين والدعاة في العالم في نشر الإسلام إلا بعقد المؤتمرات وترديد الشعارات السياسية المجردة، وهي اكتسبت دعم الشعب وتأييده لها على خلفية تقديم الخدمات للمواطنين ورفع مستواهم المعيشي وإقامة المشاريع الاقتصادية الكبيرة التي تساعد البلد في النهوض والتنمية كحزب التنمية والعدالة الذي يقوده رجب طيب أردوغان، لا على خلفية توجهه الإسلامي.ورغم أننا نفتقد معرفة الخطط التي تتحرك الأحزاب الإسلامية من خلالها لإقامة مشروع إسلامي مستقبلي متكامل يعتمد على النفس الطويل، ووفق استراتيجية تشبه استراتيجية «الخطوة خطوة» لوزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر، الذي نجح من خلالها في جر العرب إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل، لكن إذا كانت الأحزاب الإسلامية تتمتع بهذا النضج السياسي والعقل المتطور، وتمتلك القدرة على المناورة ووضع الخطط للعمل المستقبلي، فإنها جديرة حقا بخوض غمار السياسة، وإلا فالأجدى لها أن تبتعد عنها ولا تتحمل تبعاتها التي تكون عادة وخيمة وغير سليمة العواقب!* كاتب عراقي