منذ تسلّم الرئيس الأميركي مهامه فاجأ الرأي العام الأميركي بعدة قرارات داخلية، منها إقالة أغلب المسؤولين المؤثرين في صنع القرار الداخلي والخارجي لأميركا، فلم يسلم من تلك المناصب إلا وزير الدفاع، وأصدر كذلك قرارات خرج بموجبها من اتفاقيات والتزامات دولية، فأحرج كثيرا من حلفاء أميركا بقراراته تلك. وللتغطية على أخطائه تلك اتخذ قراره بنقل السفارة الأميركية إلى القدس لكسب مراكز القوى اليهودية المؤثرة في الرأي العام الأميركي؛ لذلك أصبح الحلفاء قبل الأعداء لا يثقون بهذه الإدارة التي يرأسها تاجر اتهمه الإعلام الأميركي المرئي والمقروء والمسموع قبل غيره بالفساد بدءا من صهره ومستشاريه الذين خضع أغلبهم للتحقيق من قبل المحقق مولر الذي ما زال سيفه مُصلتا على رقبة ترامب.
ومن يحاول التشكيك في صحة كلامي فليراجع قراره الظالم لكندا، وهي حليف استراتيجي لأميركا، وزيادة الرسوم على الصناعة الصينية بخسائر تكلف أميركا 57 مليار دولار سنوياً، بسبب أن الصين أكدت أنها ستعامل قراره بالمثل، فالرئيس الأميركي يقيّم الأمور بمنظور تجاري بحت دون الأخذ بالاعتبار للارتدادات السياسية لقرار غير مدروس، فأرعب مستشاريه عندما أقال بعض المسؤولين الكبار والمستشارين بقرارات مُفاجئة، مما أربكهم، فلأول مرة يقيل رئيس أميركي في 15 شهراً كبار الموظفين في إدارته. وآخر تخبطاته السياسية التي فاجأت المراقبين السياسيين تصريحه السمج حول ما ينتظر محافظة درعا من هجوم النظام السوري الجائر وروسيا: "إن أميركا تتمنى عدم قصف محافظة درعا من قبل النظام وروسيا"، مما يُفهم سياسيا بالسماح بالقصف للمحافظة وريفها، وهي منطقة مشمولة بضمانات روسية بعدم قصفها وتخضع لخفض التصعيد، وبما أنها محاذية لدولة الصهاينة، فتمني أميركا تصريح بإعطاء ضوء أخضر بالسماح بقصف كل مدن وقرى درعا. ولهذا القرار هدفان: مغازلة روسيا بعلاقات اقتصادية نظراً للعلاقات التي تربط طاقم ترامب الانتخابي برئاسة صهره بهدف التنسيق الأميركي الروسي لحل خلافات سياسية عالقة مع روسيا التي أصبحت فاعلة في الشرق الأوسط، واستعادة دور الاتحاد السوفياتي السابق، وهناك هدف آخر هو ضغط أميركي على الأردن ليوافق على صفقة القرن التي يديرها صهره بالتنسيق مع نتنياهو. أختم بالقول: اللهـم احفظ إخوة لنا في سورية وفلسطين من بطش أعدائهم، اللهم انصرهم على أعدائهم، اللهم احفظهم بعينك التي لا تنام.
مقالات - اضافات
ترامب التاجر يُحرج حلفاءه اقتصادياً
07-07-2018