حقق نظام الرئيس السوري بشار الأسد أمس، انتصاراً كبيراً في جنوب سورية، وتمكن من السيطرة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، بعد أن توصلت الفصائل المعارضة الى اتفاق مع موسكو، يجنبها القتال بعد أن اختلت موازين القوى بشكل كبير لمصلحة دمشق، بعد أن نفضت واشنطن يدها من الملف، وأعلنت إسرائيل أنها تؤيد تسلم الأسد الحدود شرط إبعاده الإيرانيين، كما وافق الأردن على ذلك لأسباب سياسية واقتصادية.

وكانت قوات الجيش السوري وصلت إلى مشارف المعبر الاستراتيجي مع الأردن، بعد أن سيطرت على 8 مخافر حدودية كان يديرها المسلحون ضمن الحدود الإدارية لمدينة درعا، ابتداء من النقطة 70 وإلى النقطة 63. كما سيطر الجيش السوري على قرية المتاعية وسد المتاعية شرقي منفذ نصيب. ومنذ صباح أمس، شوهدت مدرعات ودبابة ترفع العلم الروسي متجهة صوب المعبر.

Ad

وأكد متحدثان باسم الفصائل المعارضة في الجنوب السوري الاقتراب من التوصل الى اتفاق مع الجانب الروسي لوقف المعارك، يتضمن تسليم بعض مناطق سيطرتها الى قوات النظام وإجلاء الرافضين للتسوية إلى شمال البلاد.

وقال مدير المكتب الإعلامي في "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" التابعة للفصائل المعارضة حسين أبازيد: "تم الاتفاق على وقف إطلاق النار في محافظة درعا".

وتتضمن البنود التي تم الاتفاق عليها حتى الآن وفق أبازيد "تسليم السلاح الثقيل تدريجياً على مراحل، مقابل انسحاب النظام من بلدات المسيفرة والجيزة وكحيل والسهوة" على أن تنتشر الشرطة الروسية في هذه القرى.

كما ينص على أن تنتشر قوات النظام على طريق محاذية للحدود الأردنية، وصولاً إلى معبر نصيب، الذي "سيكون بإدارة مدنية سورية بإشراف روسي" وفق أبازيد. وبحسب المصدر ذاته، يتضمن الاتفاق المبدئي تأمين إجلاء ستة آلاف شخص على الأقل من مقاتلين ومدنيين إلى محافظة درعا شمال البلاد.

وأكد الناطق الرسمي باسم "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" إبراهيم الجباوي على وقف إطلاق النار، وتسليم جزء من السلاح الثقيل وتسليم الطريق الحربية المحاذية للحدود الأردنية.

ضربة إسرائيلية

وتعرضت قرية في محافظة القنيطرة جنوب غرب سورية لضربة جوية إسرائيلية، حسبما نقلت وكالة "رويترز" أمس، عن قيادي موال للحكومة السورية. وأضاف القيادي أن الضربة أصابت تلاً في قرية خان أرنبة، من دون أن تتسبب في سقوط ضحايا.

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان له، أنه استهدف موقعاً للجيش السوري "أطلقت منه قذيفة هاون سقطت داخل المنطقة العازلة شرق السياج وبالقرب منه"، مضيفاً أن القذيفة "أطلقت في إطار الحرب الداخلية بين النظام والمتمردين".

وأشار البيان إلى أن "الجيش الإسرائيلي لا يتدخل بالحرب الداخلية في سورية، لكنه في ذات الوقت سيواصل الوقوف على تطبيق اتفاقات فك القوات من عام 1974، بما في ذلك الحفاظ على المنطقة العازلة في الجولان".

وتتهم دمشق إسرائيل بتقديم دعم لمسلحي المعارضة في عملياتهم ضد القوات الحكومية السورية في منطقة الجولان.

الأردن

وقال مسؤولون، إن الجيش الأردني أرسل تعزيزات إلى الحدود الشمالية مع سورية. وقالت مصادر دبلوماسية، إن الجيش، الذي نشر مزيداً من الآليات المدرعة في المنطقة، بدأ اتباع خطط لمواجهة كل الاحتمالات.

وإعادة فتح المعبر هدف رئيسي لحملة الحكومة السورية التي تهدف لاستعادة السيطرة على الركن الجنوبي الغربي من سورية بأكمله من مقاتلي المعارضة. ويعد معبر نصيب ممراً تجارياً حيوياً وتسيطر عليه المعارضة منذ 2015.

لكن مسؤولين في الأردن قالوا إن المملكة ترغب أولاً في التأكد من أن يلعب الحلفاء الروس للرئيس السوري بشار الأسد دوراً رئيسياً في إعادة الاستقرار إلى جنوب سورية خشية أن يؤثر أي اضطراب هناك على أمنها.

ولعب الأردن دوراً رائداً في إقناع المعارضة السورية بالموافقة على شروط للاستسلام تضمنت تمركز الشرطة العسكرية الروسية في الجنوب. ويأمل مقاتلو المعارضة أن يضمن الروس أمن المدنيين من عقاب الحكومة.

وقال مسؤول إن الأردن يؤيد وجود الشرطة العسكرية الروسية على أجزاء من الحدود للمساعدة في إبعاد مقاتلين مدعومين من إيران وموالين لقوات الأسد وتعتبرهم عمان مصدر تهديد.

وتسببت حملة الحكومة السورية في ظهور مشكلة جديدة للأردن تتمثل في فرار عشرات الآلاف من المدنيين نحو الحدود.

وحذر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق الركن محمود فريحات من أن الجيش سيتصدى لأي تهديد لأمن الأردن. ونقلت صحيفة رسمية عنه قوله "لا يمكن توجيه سلاحنا نحو أي مدني أو نازح ونتعامل مع هذا الوضع بحذر".

نفي

ونفى الكرملين أمس، أنباء تزعم التحضير لاتفاق بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب حول خروج القوات الإيرانية من سورية خلال قمتهم المقررة في 16 الجاري في مدينة هلسنكي.

وقال الناطق الصحافي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "لا شك أن المسائل المتعلقة بسورية سيجري تبادل الآراء فيها، وهذا أمر سهل التنبؤ به"، مشيراً إلى أن "بوتين مستعد لبحث هذه المسائل".

وتابع: "لكن أن يتباحث طرفان في شؤون طرف ثالث، وأن يتخذا أي قرارات بدلاً منه، فهذا لا يبدو أمراً واقعياً"، مشدداً على أن هذه الأنباء عارية عن الصحة.

وفي وقت سابق رجحت صحيفة "كوميرسانت" الروسية نقلاً عن مصادر لها، أن الرئيسين في قمتهما في هلسنكي في 16 يوليو، سيركزان على موضوع انسحاب العناصر الإيرانية من سورية.

روسيا تبدأ استكشاف موارد الطاقة بسورية

أعلنت وزارة الطاقة الروسية في بيان، أمس، انطلاق أعمال التنقيب والاستكشاف عن موارد الطاقة في البر والبحر بسورية، مضيفة أن شركات روسية، بالتعاون مع الشركاء السوريين، تدرس إمكانية إعادة تأهيل حقول نفط وغاز، وصيانة مصافي النفط التي تضررت بشكل كبير بسبب الحرب. وأشار البيان إلى أن شركات روسية وهي «زاروبيج نفط»، و»زاروبيج جيولوجيا»، و»أس تي غه انجينيرينغ»، و»تيخنوبروم أكسبورت» أبدت اهتماماً كبيراً للعمل في سورية.