تداولات الأجل تقتل فرصة انتعاش سعر «البتكوين»

من يترقب صعودها مجدداً سيطول انتظاره

نشر في 07-07-2018
آخر تحديث 07-07-2018 | 00:03
No Image Caption
فقدت بتكوين ثلثي قيمتها منذ منتصف ديسمبر الماضي، في أعقاب تحسن ضخم أوصل سعرها إلى نحو 20 ألف دولار، وعلى الرغم من الهبوط لا تزال بتكوين تساوي أكثر من 10 أمثال ما كانت عليه قبل عامين فقط. والأشخاص، الذين حققوا ثروات في وول ستريت أو أمضوا عملهم المهني في دراسة الاستثمار بدأوا بالتشكيك في بتكوين.
ثبت أن التنبؤ بمستقبل بتكوين والعملات الافتراضية الأخرى في أغلب الأحيان لا يعدو أن يكون مجازفة خرقاء وغير مربحة. ويشير أحد التفسيرات التي طرحها بعض الاقتصاديين للانهيار في أسعار العملات الافتراضية في هذه السنة الى أن صعود بتكوين الكبير السابق قد لا يتكرر فترة من الزمن.

وتم تداول مقالة كتبها الاقتصادي الياباني المشهور يوكيو نوغوتشي في الأسبوع الماضي بين المتحمسين لبتكوين. وجادل في هذه المقالة بأن نقطة التحول في تحسن سعر بتكوين تصادفت مع طرح سوق الأسعار الآجلة لبتكوين في الولايات المتحدة.

ففي العاشر من شهر ديسمبر بدأ سوق كبو CPU تداولات بتكوين الآجلة وقد بلغت أسعار بتكوين ذروتها بعد خمسة أيام. وكتب نوغوتشي في الأسبوعية اليابانية داياموند ويكلي يقول " نظراً لأن بالامكان الآن التداول في أسعار بتكوين الآجلة فلن نشهد ارتفاعاً سريعاً من جديد".

وتردد مجادلة نوغوتشي أصداء ما أورده اقتصاديون في شهر مايو في مجلس الاحتياط الفدرالي في سان فرانسيسكو في ورقة بعنوان " كيف غيرت التداولات الآجلة أسعار بتكوين"، إذ ذكرت الورقة أن "الصعود السريع ثم الهبوط اللاحق في السعر بعد طرح الأسعار الآجلة لا يبدو مجرد مصادفة بل تماشياً مع سلوك التداول الذي يواكب بصورة نموذجية تطبيق الأسواق الآجلة للأصول".

وفقدت بتكوين ثلثي قيمتها منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي، وذلك في أعقاب تحسن ضخم أوصل سعرها إلى نحو 20 ألف دولار، وعلى الرغم من الهبوط لا تزال بتكوين تساوي أكثر من 10 أمثال ما كانت عليه قبل عامين فقط. والأشخاص الذين حققوا ثروات في وول ستريت أو أمضوا عملهم المهني في دراسة الاستثمار بدأوا بالتشكيك في بتكوين.

وقد استخف بها الملياردير وارن بافت معتبراً اياها "سم فأر" كما أن الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان جيمي ديمون نصح مستثمري بتكوين الى توخي "الحذر" ووصفها الاقتصادي نوريل روبيني بأنها "أكبر فقاعة في تاريخ البشرية".

وعلى الرغم من ذلك، فإن الهبوط في أكثر العملات الافتراضية تداولاً خلال الأشهر الستة الماضية، جعل البعض يتساءل عما اذا كانت أسعارها سوف تعود إلى مستوياتها العالية في أي وقت قريب.

والاقتصاديون الذين يشيرون إلى الأسواق الآجلة على شكل سبب وراء الهبوط الأخير، لا يجادلون في إمكانية تحقيق سلسلة كتلة التقنية لفعالية في الصناعة المالية والصناعات الأخرى، لكنهم يشيرون إلى أدوات مالية جديدة لديها سجلات قياسية في تفجير فقاعات مالية لافتة في الآونة الأخيرة.

ويشير اقتصاديون في مجلس الاحتياط الفدرالي إلى فقاعة المنازل قبل عقد من الزمن والتي دفعت إلى ظهور ابتكارات مالية على غرار تأمين ديون الرهن العقاري.

"وكان الفشل الذي أعقب ذلك مدفوعاً بخلق أدوات تسمح للمستثمرين المتشائمين بالرهان ضد سوق السكن". كما أن طرح مؤشرات الأسهم الآجلة في اليابان في مطلع تسعينيات القرن الماضي ساعد على تسريع خفض قيمة فقاعة أسهم طوكيو.

وبالمثل رفع المضاربون المتفائلون أسعار بتكوين، لكن عندما بدأ تداول البتكوين الآجلة كان في وسع المتشائمين الرهان بسهولة أكبر ضد العملات الافتراضية. وأحدثت موجة بتكوين رواجاً لعملات افتراضية أخرى،

وعلى الرغم من ذلك تردد الكثير من المستثمرين المحتملين إلى جانب مؤسسات كبرى تنشط في الأسهم التقليدية في وول ستريت في دخول هذا المجال.

واليوم أصبحت العديد من العملات الرمزية الأصغر والأقل شهرة عديمة القديمة أو أنها اقتربت من بلوغ تلك النقطة. وأفضى الهبوط إلى خلق حالة موازية لانهيار فقاعة دوت – كوم في مطلع الـ 2000.

back to top