مهما بلغت غرابتها، فإن تحذيرات الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" ايلون ماسك إلى المستثمرين الذين راهنوا ضد شركته كانت بعيدة النظر.فقد خسر من أقدموا على البيع القاصر أي البيع المكشوف لأسهم هذه الشركة، أي الذين راهنوا على تراجع سعر هذه الأسهم، نحو 2.5 مليار دولار في شهر يونيو الماضي، بحسب معلومات صدرت عن آيهور داسانوسكي وهو العضو المنتدب لدى شركة التقنية المالية اس 3 بارتنرز. وحدثت الخسارة بفعل ارتفاع نسبته 18 في المئة في أسهم "تسلا" خلال شهر يونيو.
وحدثت خسائر هؤلاء قبل إعلان الأنباء عن أن شركة "تسلا" بلغت هدفها في إنتاج خمسة آلاف من سيارات موديل 3 خلال أسبوع سبق نهاية الربع الثاني. وراقب مستثمرون عن كثب تطور الموديل 3 معتبرين أن ذلك يمثل فرصة مهمة بالنسبة إلى "تسلا" لبلوغ سوق أوسع. واللافت أن سعر الأساس لهذه السيارة هو 35 ألف دولار أي أقل من نصف سعر الموديل اكس خلال طرحه لأول مرة. وكانت أسهم "تسلا" قد هبطت بنسبة 1 في المئة يوم الاثنين الماضي مما أعطى باعة الأسهم على المكشوف بعضاً من الارتياح المتواضع. ثم كتب ماسك في مذكرة الى الموظفين حول زيادة الانتاج يقول: "أظن أننا أصبحنا الآن شركة سيارات حقيقية".ويبدو أن الخسائر التي لحقت بالمضاربين على تراجع أسهم الشركة قد دعمت تهديد ماسك في منتصف شهر يونيو على تويتر، الذي حذر فيه المستثمرين من الرهان ضد شركته وأن أمامهم "حوالي ثلاثة أسابيع قبل أن تتفجر مراكزهم". وكان النقاد شككوا دائماً في قدرة الشركة على بلوغ أهدافها في الإنتاج، كما ازداد قلق المستثمرين في أعقاب اجتماع أرباح الربع الأول الغريب في شهر مايو، والذي حمل ماسك فيه على محللي وول ستريت الذين طرحوا أسئلة حول التبخر السريع للاحتياطي النقدي لدى الشركة واصفاً تلك الأسئلة بأنها "مملة وحمقاء".وعلى الرغم من ذلك يبدو أن المشككين في "تسلا" لم يتأثروا كثيراً بالأخبار الأخيرة حول تحقيق الشركة لأهدافها في الإنتاج. إذ كتب داسانوسكي في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى مجلة فورتشن يقول، إن عدد أسهم البيع القاصر في الشركة يشكل 27.5 في المئة من عدد الأسهم المتوافرة للتداول.ويوجد أساس للشك. لأنه على الرغم من أن الشركة تمكنت من تلبية أهدافها في الإنتاج لا يزال المستثمرون يشعرون بقلق إزاء نفاد المبالغ النقدية بسرعة فيها. وكما أشار بروفسور الأمور المالية في جامعة نيويورك أسواث داموداران، فإن الشركة وفيما نمت عوائدها خلال الأرباع الثلاثة الماضية فإن "الخسائر نمت بصورة تناسبية" ووضعت هامش أرباحها عند حوالي – 23 في المئة خلال تلك الفترات. وشككت سي اف آر ايه ريسيرتش وهي شركة بحوث استثمارية في قدرة تسلا على الحفاظ على معدل إنتاجها من موديل 3 وخفضت مستوى سهمها من "المحافظة" إلى "البيع". ولكن يبدو أن ماسك يحاول تحويل تلك الصورة السلبية إلى إيجابية عن طريق خفض 9 في المئة من قوة العمل في شهر يونيو في محاولة لخفض التكلفة.
اقتصاد
2.5 مليار دولار خسائر المراهنين على تعثر «تسلا»
07-07-2018