وجهت الدعوة إلى ماريو فرنانديش للدفاع عن ألوان المنتخب البرازيلي عام 2014، إلا أنه سيخوض اليوم الدور ربع النهائي لنهائيات كأس العالم لكرة القدم مع... روسيا، البلاد التي أصبح فيها "شخصا آخر" بعدما مكنته من تخطي اكتئاب عاناه في بلده الأم.

المباراة الوحيدة التي لم يبدأها فرنانديش في المونديال الحالي خسرتها روسيا أمام الأوروغواي (0-3) في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الاول، وبديله ايغور سمولنيكوف عانى الأمرّين قبل أن يطرد لحصوله على إنذارين. في تسع مباريات دولية فقط، أصبح فرنانديش (27 عاما)، الذي يتمتع بفنيات نادرة في فريقه، لا غنى عنه في التشكيلة الروسية.

Ad

في ثمن النهائي ضد إسبانيا (4-3 بركلات الترجيح، بعد التعادل 1-1)، قدم الظهير الأيمن "واحدة من أفضل المباريات في مسيرته الاحترافية" وفقا لصحيفة "سبورت إكسبرس" اليومية الروسية.

يدافع فرنانديش عن ألوان فريق سسكا موسكو منذ 2012، وكان من الممكن أن يقترن مصيره بالمنتخب البرازيلي. بدأ اللاعب المولود في ساو كايتانو بضواحي ساو باولو، مسيرته الدولية مع البرازيل بخوضه مباراة ودية مع اليابان (4-0) في أكتوبر 2014، علما بأنه رفض دعوة أولى عام 2011 من المدرب مانو مينيزيس بداعي معاناته من مشاكل شخصية.

كانت تلك المباراة الوحيدة مع المنتخب البرازيلي لفرنانديش الذي كان قد أوحى برغبته باللعب مع روسيا، على الرغم من أنه كان يحتاج الى عام ونصف العام للحصول على الجنسية الروسية (يوليو 2016). انتظر 18 شهرا بعد ذلك، ليستدعيه المدرب الروسي ستانيسلاف تشيرتشيسوف.

وقال شقيقه جوناثان الأسبوع الماضي، في تصريحات نشرتها وسائل إعلام روسية، إن روسيا "غيرت حياته. يقول إن قراره بالقدوم الى روسيا كان أفضل ما في حياته (...)، وأنه وجد مكانه في العالم".

ولفهمه، يجب العودة إلى بداية مسيرته البرازيلية. في مارس 2009، بعد بضعة أسابيع من انتقاله الى نادي غريميو (بورتو أليغري) مقابل مليون دولار، "اختفى" اللاعب البالغ حينها 18 عاما. وسيستغرق الأمر أربعة أيام من البحث قبل أن يعثر عليه في منزل عمه، على بعد 1000 كيلومتر من بورتو أليغري. ولم ينجح اللاعب الشاب في مقاومة الضغوط المحيطة بصفقة انتقاله، حتى أنه أدخل المستشفى لمدة شهر للعلاج من الاكتئاب.

وقال اللاعب الروسي المقل في الحديث الى وسائل الإعلام: "أردت فقط أن أعود إلى المنزل، وأنا بصراحة لا أحب الكلام كثيرا حول هذا الموضوع، لكنني سأقول شيئا واحدا: هذا ليس مضحكا".

السيليساو استدعى فرنانديش

في سبتمبر 2011 عندما تم اختياره لخوض مباراة دولية ودية مع البرازيل ضد الأرجنتين، لم يحضر الى المطار لمرافقة الفريق. قال وكيل أعماله جورج ماشادو حينها: "لا يشعر بالراحة في الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني"، مشيرا الى أنه يعاني "مشاكل شخصية".

في سسكا موسكو، فرض نفسه كأفضل ظهير أيمن في الدوري الروسي، لكنه أصبح على الخصوص "شخصا آخر"، كما أوضح في أكتوبر 2015 للموقع الرسمي للدوري على شبكة الإنترنت.

وأوضح "في البرازيل، كنت أشرب كثيرا، وأقضي الليل في الملاهي، وأتغيب عن التدريبات. ولكن بوصولي إلى موسكو، عرفت أن ثمة كنيسة برازيلية. الناس هناك ساعدوني كثيرا، وتغيرت بسرعة".

في عدد قليل من مباريات المونديال، تغيرت أيضا نظرة الروس لماريو فرنانديش. وكتبت صحيفة "سبورت إكسبريس" الخميس "تساءل كثيرون قبل البطولة: لماذا ثمة حاجة إلى تجنيسه؟ هو حتى لا يتقن اللغة الروسية! من غير المرجح أن يكون محقا طرح هذا السؤال اليوم".