● حدثنا عن مشاركتك في سمبوزيوم المدينة المنورة لاسيما أن الحدث يعتبر تاريخياً في المملكة العربية السعودية.

في البداية كانت الدعوة صدمة بالنسبة لي، لأن السمبوزيوم يقام في المدينة المنورة وعلى الفور وافقت على المشاركة، وتواصلت مع المنظمين لهذه التظاهرة الفنية وسألتهم عن الشروط والضوابط للملتقى، فأجابوني أن هيئة تطوير المدينة بصدد إنشاء مشاريع جديدة (طرق وميادين)، إضافة إلى تزيين وتجميل الميادين القديمة، وكان هناك شرط واحد فقط ألا تكون المنحوتات مجسدة (ذوات الأرواح) كتفاصيل أجساد بشرية أو طيور، وللفنان حرية اختيار الموضوع في غير ذلك، فقمت بتصميم مسجد بشكل حديث– نحت عماري، وبعد وصولي للمدينة أعدت اللجنة المشرفة على السوبزيوم جولة ميدانية على أهم المساجد الأثرية بالمدينة المنورة (مسجد قباء- مسجد القبلتين- مسجد الجمعة- المسجد النبوي الشريف) وخلال هذه الجولة خطرت في ذهني فكرة إضافة أجزاء من المساجد المهمة إلى التصميم، فأضفت المساجد الأربعة السالفة الذكر ومسجد الغمامة الذي اضفته بعد ان شاهدت جمالياته وأنا أتجول في طرقات المدينة، فأصبح التصميم مسجدا يحمل ملامح خمسة مساجد من أهم المساجد التاريخية.

Ad

● وما الخامة التي استخدمتها في العمل؟

في اليوم الثاني من الزيارة بدأ العمل، وكان الرخام المستخدم ايطالي المنشأ من جبال كرارا وهو نوعان، الأول مايكل انجلو والثاني اربيسكاتوا، وهناك اختلاف كبير بين النوعين من ناحية الصلابة واللون والتكوين، فكان رخام مايكل انجلو صلبا جدا ولونه ابيض بعروق رمادية وبني في بعض الاماكن، اما الاربيسكاتوا فكان ابيض معرقا بألوان جميلة اخضر– بنفسجي– رمادي– أحمر، ولكل قطعة عرق بلون، وكنت قد اخترت النوع والحجم بوقت سابق، فكانت منحوتتي من رخام مايكل انجلو بقياس مترين ارتفاعا ومتر عرضا و70 سم عمقا.

● ماذا عن المشاركين في هذه الفعالية ؟

النحاتون المشاركون جميعهم عرب، وهم 16 نحاتا من 11 دولة، 6 من السعودية وأنا من الكويت، وزملائي الآخرون ينتمون إلى عمان والامارات والبحرين والعراق ومصر والاردن والجزائر والمغرب إضافة إلى السودان.

وعشنا مع بعض أياماً جميلة وكان العنوان الذي يجمعنا هو التعاون والمحبة فإن احتاج اي نحات إلى شيء يتقدم الجميع لمساعدته، أما الجهة المنظمة فكانت لا تكل ولا تمل فهي تحرص على الحضور في كل الأوقات لتلبية رغباتنا ولم يقصروا بأي شي طلبناه، وكان التنظيم رائعا جداً، وشعرنا بالحفاوة والتقدير إذ كان لكل نحات مشارك مكانه المخصص وبوستر يضم أهم أعماله وبوستر لسيرته الذاتية وكاميرات لتصوير النحّات طوال ايام العمل بالسمبوزيوم.

تمثيل بلدي

● كيف جرى اختيارك لتمثيل الكويت في هذا المحفل؟

رشحني أحد الاصدقاء، وهو يعتبر من أهم النحاتين الشباب بالمملكة العربية السعودية، ولم يكن هناك غيري من الكويت وذلك لقلة عدد النحاتين الشباب بالكويت، وشعرت بالفخر لتمثيل بلدي.

● كيف وجدت الأعمال المعروضة هناك؟

لكل نحات أسلوب يمتاز به عن غيره وما قدمه النحاتون بالسمبوزيوم يعبر عن ثقافات وأساليب عديدة وأفكار جميلة.

● ما تم إنجازه في المعرض هل سيعرض في مكان آخر؟

بالنسبة للأعمال التي أنجزت، ستقوم هيئة تطوير المدينة بتوزيعها على ميادين ومشاريع تجميلية حديثة تقوم بإنشائها، والسمبوزيوم سيكون سنويا.

ما رأيك في المشاركات الخارجية ؟

إنها مهمة جداً للنحات لتبادل الخبرات مع زملائه في الملتقيات ونشر ثقافته، فكل مشاركة تزيده شيئا، ومنها اكتساب معارف وتعلم تكنيكات جديدة ممكن ان يقوم بتطويرها.

● ما المعوقات التي تواجهها في عملك في النحت؟

هناك العديد منها، وأهمها موافقات جهة العمل، فكل مرة أعاني مع جهة العمل للحصول على التفرغ لأيام السمبوزيوم أو المشاركة، فأعتقد أن من يمثل بلده يحتاج إلى الدعم والمؤازة لا التضييق عليه. كما أن المواد الخاصة بالنحت أي المعدات لإنجاز أي عمل والمواد الخام كالخشب أو الحجر فنواجه صعوبة كبيرة للحصول عليها خصوصا الحجر، أما الاخشاب فهي نوعا ما متوفرة.

● هل ترى أن النحاتين في الكويت يحظون بالمكانة اللائقة؟

في الكويت هم قليلون جداً، ولا أظن أننا نحظى بمكانة لائقة على الرغم من قلة العدد، فإن هناك العديد من الرسامين والفنانين الذين يتمنون للنحت عدم الاستمرار بالكويت وآمل أن يتغير الحال إلى الأفضل ونرى المؤسسات التشكيلية في الكويت تحتضن النحاتين.

● ملتقى النحت الدولي الاول تعرض لانتقادات شديدة، هل تعتقد انه سيتم تطوير الملتقى بشكل أفضل في الدورات المقبلة ؟

بالنسبة لملتقى النحت الدولي الاول اعتبره ناجحا بكل المقاييس، وبالنسبة لتطويره سأقوم بتطوير الفكرة بفعالية اكبر بكثير وآمل أن تكون النسخة الجديدة عالمية.