بعد أن نجحت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في إقناع وزرائها برؤيتها للعلاقة التجارية مع الاتحاد الأوروبي بعد "البريكست"، بات عليها الآن أن تقنع حزبها المحافظ، والمفوضية الأوروبية في بروكسل بذلك.

وعرضت ماي أمس الأول رؤيتها التي كانت الدول الـ 27 تنتظرها بفارغ الصبر بشأن إقامة منطقة تبادل حر وعلاقة جمركية جديدة، والتي يفترض أن تتيح الإبقاء على تجارة "بلا احتكاكات" مع الدول الأوروبية.

Ad

وبحسب الحكومة البريطانية، فإن هذه الاقتراحات الواردة في الرؤية، ستتيح تفادي العودة إلى إقامة حدود مادية بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية، وكانت هذه المسألة ابرز نقاط الخلاف في المفاوضات الجارية، ومصدر قلق شديد لسكان الجزيرة.

وبعد إعلانها، طلبت ماي في رسالة موجهة إلى نواب حزبها إنهاء الخلافات حول هذا الموضوع، الذي قسم بشدة حزب المحافظين. وقالت في مقطع منها: "كنت سمحت لأعضاء الحكومة بالتعبير عن آرائهم الفردية بشأن بريكست، والآن انتهى ذلك".

وسيكون على تيريزا ماي أيضاً أن تقنع القادة الأوروبيين بموقفها. وهي مهمة تبدو عويصة حيث ان بروكسل شددت في المفاوضات على أن حرية حركة السلع لا يمكن فصلها عن حرية حركة الأشخاص والخدمات والأمر الذي تريد لندن إنهاءه.

وقال كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي ميشال بارنييه انه ينتظر "بفارغ الصبر" نشر لندن للكتاب الأبيض الذي سيكشف تفاصيل الاقتراحات البريطانية.

وأضاف: سنجري تقييما للاقتراحات لنرى ما اذا كانت قابلة للتنفيذ وواقعية. المفاوضات القادمة ستكون ابتداء من 16 يوليو.

وتأمل بروكسل التوصل الى اتفاق خروج بحلول شهر أكتوبر 2018 لمنح الوقت الكافي لمختلف البرلمانات للتصديق عليه. كما يحتاج الاتفاق النهائي الى تصديق البرلمان البريطاني حيث لا تملك الحكومة إلا أغلبية ضئيلة.