في حين تشهد إيران اضطرابات واحتجاجات متقطعة ومتفرقة لأسباب تدور حول تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، حذر الرئيس الأسبق محمد خاتمي من أن بلاده عادت مئة عام إلى الوراء بمجال الديمقراطية والعدالة مع تفشي الفساد بما يهدد النظام وثورة 1979.

وقال خاتمي، الذي أعرب عن أسفه لما آلت إليه البلاد: «لقد دافع رجل الدين النائيني منذ 100 سنة مضت عن حقوق ووجود المسيحيين والزرادشتيين واليهود في البرلمان، في حال أن إيران اليوم متخلفة وتمنع وجود غير المسلمين حتى في مجلس المدينة».

Ad

ووصف خاتمي، في بيان نشره موقع خاتمي من كلمة له أمام مجموعة من الشباب، مساء أمس الأول، الفساد بـ«الطوفان» الذي يهدد «إيران والثورة». وانتقد حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني ضمناً وأشار إلى «ضعفهم في مكافحة الفساد وتحقيق العدالة في المجتمع والتي تعد الركيزة الأساسية لمبادئنا».

وانتقد خاتمي، رجال الدين الإصلاحيين، باعتبارهم القوة الرئيسية التي يجب الاعتماد عليها في «إنقاذ إيران»، مشدداً على أنه يتعين على الإصلاحيين أن يتفاعلوا مع جميع القوى الوطنية لإحداث التغيير المنشود والعودة بالبلاد إلى الديمقراطية ومعالجة انتشار وتفشي الفساد.

وحذر الرئيس، الذي تولى السلطة ما بين عامي 1997 و2005، من «استياء الشعب بعد اضطرابات يناير الماضي، قائلاً، إن «جميع الوكالات والجهات الحكومية تتحمل المسؤولية».

غضب منشقين

في موازاة ذلك، دعت جمعية رجال الدين المناضلين «روحانيون مبارز»، التي يرأسها خاتمي، في بيان إلى ضرورة اتباع «أساليب إصلاحية وقانونية»، مما تسبب في غضب عدد كبير من المنشقين، لما يحمله البيان من رسائل متضاربة. وتعرض خاتمي الذي يعد أبرز وجوه التيار الإصلاحي في السنوات الأخيرة للحد من ظهوره الإعلامي، كما حُظر نشر صوره أو اسمه في الصحافة ووسائل الإعلام داخل إيران.

وحل القضاء الإيراني حزب «جبهة المشاركة»، وهو الحزب السياسي الأقرب إلى الحكومة التي كان يرأسها خاتمي.

وكانت المشاكل الاقتصادية مثل الفقر والبطالة الدافع الرئيسي لاندلاع المظاهرات، التي تطورت إلى إطلاق المتظاهرين هتافات ضد السياسات الداخلية والخارجية للنظام الإيراني، والاعتداء على دوائر حكومية في عدة مدن أواخر 2017.

أزمة سيولة

إلى ذلك، استبقت السلطات الإيرانية دخول العقوبات الاقتصادية الأميركية حيز التطبيق أغسطس المقبل وسعت إلى سحب مبالغ تقدر بمئات اليوروهات من حسابات مصرفية في ألمانيا.

وذكرت متحدثة باسم وزارة المالية الألمانية أن السلطات تدرس طلباً إيرانيا لسحب مبالغ نقدية كبيرة، في حين أشارت مصادر إلى الطلب يخضع للتدقيق وفق قانون «تمويل الإرهاب وغسل الأموال».

وأفاد تقرير ألماني بأن طهران، التي تخشى من نفاد السيولة لديها مع تطبيق العقوبات الاقتصادية المشددة طلبت سحب 300 مليون يورو.

وبحسب الطلب، فمن المنتظر أن يصرف البنك الاتحادي الألماني 300 مليون يورو نقداً ويسلمها لمسؤولين في النظام الإيراني، لنقلها بعد ذلك إلى إيران على متن طائرات.

وجاء في التقرير أن طهران ذكرت في تبرير خططها أن هناك حاجة إلى أموال لـ»إعطائها إلى أفراد إيرانيين يعتمدون على اليورو النقدي في جولاتهم الخارجية بسبب الصعوبات التي يواجهونها في الحصول على بطاقات ائتمان معترف بها».

وأشار التقرير إلى أن الطلب الإيراني أثار قلقاً لدى الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية التي تخشى من استخدام إيران المبلغ في تمويل أنشطة الميليشيات التي تدعمها.

وقف التهديد

في هذه الأثناء، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن تهديدات الزوارق الحربية الإيرانية للأسطول الأميركي في مياه الخليج انتهت خلال العام الحالي، على عكس السنوات الماضية التي بلغت عشرات التهديدات والاحتكاكات.

وكتب ترامب عبر «تويتر»، أمس، نقلاً عن إحصائيات البحرية الأميركية، أن مضايقة القوات الإيرانية للبحرية الأميركية خلال عام 2015 كانت 22 حالة، وفي عام 2016 بلغت 36، بينما في عام 2017 انخفضت إلى 14 حالة، لكنها في 2018 بلغت الصفر.

وتأتي تصريحات الرئيس الأميركي إشارة إلى احتكاكات الزوارق الحربية التابعة لـ«الحرس الثوري» خلال السنوات الأربع الأخيرة حيث ذكرت العديد من السفن البحرية الأميركية أن الزوارق الإيرانية اقتربت منها بشكل خطير عدة مرات، خلافاً للأعراف البحرية.

صفقة فاشلة

في سياق آخر، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، عن صفقة بين إسرائيل وكوريا الشمالية، لم يكتب لها النجاح، طلبت بموجبها بيونغ يانغ من تل أبيب مليار دولار، مقابل وقف تزويد إيران بتكنولوجيا الصواريخ.

ويعود تاريخ الصفقة إلى عام 1999، عندما قدم سفير كوريا الشمالية لدى السويد آنذاك، اقتراحاً إلى نظيره الإسرائيلي في ذلك الوقت، بمنح بيونغ يانغ مليار دولار لوقف بيع تكنولوجيا الصواريخ إلى إيران.

ورفضت الحكومة الإسرائيلية طلب كوريا الشمالية، وعرضت عوضاً عن ذلك بعد أيام تقديم مساعدات غذائية إلى بيونغ يانغ، وتوقفت المحادثات بين الطرفين عند هذه النقطة، وانتهت بدون اتفاق.

وسرد تفاصيل الصفقة كبير الدبلوماسيين الكوريين الشماليين، ثا يونغ هو، الذي كان مترجماً في اللقاء الذي جمع بين السفير الإسرائيلي في السويد، جدعون بن عامي، ومبعوث كوريا الشمالية للسويد، سون مو سين.

وكشف الدبلوماسي السابق يونغ هو، الذي انشق عن كوريا الشمالية ولجأ إلى الجارة الجنوبية في عام 2016، كيف أن بيونغ يانغ استخدمت قضية أسلحة الدمار الشامل في الحصول على سيولة لتمول نشاطها النووي.

ومنذ ذلك الحين، أي قبل نحو 20 عاماً، ظلت كوريا الشمالية مورداً ثابتاً للأسلحة التقليدية والباليستية والتكنولوجيا النووية إلى بلدان مثل إيران وسورية، العدوان اللدودان لإسرائيل بالمنطقة.

في غضون ذلك، جددت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل تمسك بلادها بالاتفاق النووي مع إيران، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنها شددت على حق الشركات الألمانية في اتخاذ قرارها بشأن ما إذا كانت ستواصل العمل مع طهران أو الامتناع لتجنب عقوبات واشنطن. وأضافت ميركل: «هناك المزيد مما يجب التفاوض بشأنه مع إيران لكن من الأفضل الاستمرار بالاتفاق» الحالي.