مع عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى بيروت، أمس، تُستأنف حركة الاتصالات بين المقار السياسية المعنية بتشكيل الحكومة لتذليل العقبات في وجه الرئيس المكلف، لاسيما المتعلقة بالخلاف المستعر بين «التيار الوطني الحر» وحزب «القوات اللبنانية».

ونفت مصادر متابعة أن «يكون الحريري يحمل معه حكومياً شيئاً جديداً يدفع بأزمة التشكيل إلى الخروج من عنق الزجاجة العالقة فيه، لاسيما أن مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون بلقاء كل من رئيس حزب القوات سمير جعجع ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لم تحرك مياه التشكيل الراكدة أو تسهم في إزالة مناخات التشنج السائدة في البلاد وعلى مستوى العلاقة الثنائية بين الطرفين».

Ad

واعتبرت المصادر أن «ما يؤكد بقاء أمور تأليف الحكومة الجديدة عند عقدها، ما تسرّب من عين التينة عن إمكان دعوة بري المجلس إلى استكمال مطبخه التشريعي بانتخاب لجانه النيابية بعدما تريث في الموضوع بانتظار ولادة الحكومة لتجنّب دعوته المجلس إلى جلسة ثانية تخصص لملء الفراغات في اللجان، التي تنتج عن توزير بعض أعضائها النواب».

ولفتت المصادر إلى أن «بري لا يهوّل في كلامه هذا، بل هو على دراية بالمناخ السائد والخطورة الناجمة عن الأوضاع الاقتصادية والإقليمية الضاغطة، وأن من شأن انعقاد المجلس، سواء لاستكمال انتخاب لجانه النيابية أو لمناقشة عامة، الإسهام في تخفيف توتر الساحة بعض الشيء والحد من مقولة غياب عمل السلطة التشريعية».

ورجحت المصادر أن تعقد «اجتماعات على المستوى الرئاسي خلال الساعات المقبلة، تحت عنوان التشاور في المستجدات الدراماتيكية ومحاولة إنقاذ ما تبقى من هيكل العلاقات المتصدع بين القوى السياسية وتداعياته السلبية على عملية تشكيل الحكومة خصوصاً، وعلى العهد عموماً من خلال استنزاف رصيده».

بري

إلى ذلك، أكد نواب بعلبك الهرمل أن بري «قلق من تأخر تشكيل الحكومة». وقالوا بعد لقائهم رئيس المجلس، أمس، في منزله في عين التينة إنهم سهلوا «عملية التشكيل إلى أقصى الحدود». ورداً على سؤال حول غياب النائب جميل السيد عن الاجتماع، أوضحوا أن النائب السيد اعتذر عن عدم الحضور بسبب ارتباطه بموعد آخر، إلا أن وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال غازي زعيتر قال، إن «السيد لا ينتمي إلى أي كتلة أو تكتل».

في موازاة ذلك، أكد الحريري خلال إطلاق مشروع «صيف الابتكار 2018»، في مقر الحكومة بالسراي الكبير، أمس، أن «الأدمغة اللبنانية أهم من الغاز والنفط لأنها المستقبل ويجب علينا أن نركز على العقل»، وقال: نريد لبنان بتطور تكنولوجي وأن يبقى شبابه فيه». ونقل عن الحريري قوله: «نتمنى أن نركز على الأمور المهمة بدلاً من الأمور الصغيرة كالمحاصصة في الحكومة».

المشنوق

في السياق، اعتبر وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال نهاد المشنوق من دار الفتوى، أمس، أن «ما طرحه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بمسألة النازحين هو تخلٍّ عن القانون وعن الدولة»، مشيراً إلى أن «الأمن العام يقوم بعمل ممتاز في الملف والتنسيق بين المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والحكومة السورية موجود». وأكد المشنوق أن «رئيس الحكومة سعد الحريري مصرّ على تشكيل حكومة وحدة وطنية»، داعياً إلى عدم الدخول في جدلٍ رقمي بشأن موضوع الحكومة و«كأنّها تتألّف على الآلة الحاسبة بينما هي مسألة سياسيّة»، مضيفاً: «عند الرئيس الحريري صلابة استثنائيّة وهو حريص على العلاقة مع الرئيس عون، التي تُعتبر الضمانة الوحيدة في هذه المرحلة لنقطع القطوع الكبير».

وقال: «بعض الناس وصل البخار إلى رأسهم والمرحلة تتطلب الكثير من التواضع والكثير من التفاهم». وردّاً على سؤال حول موقفه من المرحلة المقبلة، قال: «أي قرار سأتخده بالتشاور مع الرئيس الحريري».