الأسد يطوق «جيباً» في درعا... ويتلقى تحذيراً إسرائيلياً جديداً

• الرئيس السوري: إعادة الإعمار أولوية الأولويات
• وفد من «منظمة التحرير» يزور دمشق

نشر في 10-07-2018
آخر تحديث 10-07-2018 | 00:04
الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم خلال لقاء مع  الدبلوماسيين في دمشق أمس 	(صفحة الرئاسة السورية)
الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم خلال لقاء مع الدبلوماسيين في دمشق أمس (صفحة الرئاسة السورية)
تمكنت قوات الرئيس السوري بشار الأسد من توسيع انتشارها في المنطقة الجنوبية وإقدامها على التقدم نحو درعا البلد قبل مغادرة فصائلها إلى الشمال بموجب الاتفاق الروسي، في وقت هددت إسرائيل برد عنيف على أي توغل عسكري في المناطق المنزوعة السلاح بهضبة الجولان المحتل غداة استهدافها للمرة الثانية مركز ثقل الميليشيات الموالية للنظام في قاعدة التيفور بحمص.
استبقت قوات الرئيس السوري بشار الأسد إجلاء فصائل المعارضة من قاعدتها الرئيسية في درعا البلد وتسليم الأسلحة وطوقت المدينة تمهيداً للسيطرة عليها كاملة بالمخالفة للاتفاق الروسي، الذي سمح لها بالانتشار في المنطقة دون قتال.

ووفق المتحدث باسم مقاتلي المعارضة في المدينة أبو شيماء، فإن عدة آلاف محاصرون الآن بعد دخول الجيش والمقاتلين المتحالفين معه إلى كتيبة الدفاع الجوي الواقعة غربي درعا البلد وتطويقها كاملة، مؤكداً أن هناك الكثير من المخاوف، لأنهم «لا يثقون في الروس ولا في النظام».

وأوضح أبو شيماء، أن طلب المقاتلين المغادرة إلى إدلب قوبل بالرفض بعد الحصار، مؤكداً أن الاتفاق لا يسمح للجيش بدخول معاقلهم ويسمح بتشكيل قوات محلية من المقاتلين السابقين تحت إشراف الشرطة العسكرية الروسية.

وأكدت مصادر عسكرية سورية أمس، فشل الاتفاق بين الجانب الروسي والمعارضة في درعا البلد، مشيرة إلى مغادرة 100 حافلة كانت موجودة في الملعب البلدي على مدخل المدينة باتجاه العاصمة دمشق.

وفي حين كشفت المصادر عن «وصول وفد روسي إلى بلدة طفس شمال مدينة درعا للتوصل إلى اتفاق مع مسلحيها، تابعت وحدات قوات الأسد والشرطة الروسية طريقها للسيطرة على الحدود السورية الأردنية، ودخلت بلدتي زيزون وتل شهاب ومنطقة الطبريات وقرية زيزون بريف درعا الغربي مع انسحاب فصائل المعارضة باتجاه ريف درعا الغربي والقنيطرة الجنوبي الشرقي، بموجب الاتفاق الموقع يوم الجمعة الماضي.

انتشار حدودي

وذكرت دائرة الإعلام الحربي المركزي أن قوات الجيش انتشرت على طول الحدود الأردنية انطلاقاً من معبر نصیب باتجاه الغرب، وبسطت سيطرتها على 27 نقطة من المخافر ضمن الحدود الإدارية لمدينة درعا، ابتداء من 62 إلى 36، موضحاً أنها قامت بتمشيط الشريط الحدودي الممتد جنوب حي درعا البلد باتجاه مركز حدود الرمثا الأردنية، حتى التقت بالقوات المتقدمة من الجهة الشرقية.

ونشرت دائرة الإعلام صوراً لجزء من عشرات صواريخ «تاو» الأميركية، سلمتها الفصائل المسلحة في درعا، في إطار الاتفاق الجاري تنفيذه على ثلاث مراحل، تشمل أيضاً تجهيز القيادة الروسية في قاعدة حميميم عملية إخراج ألف مقاتل عبر ممر آمن إلى إدلب.

ووفق القيادة الروسية، فإن عدد البلدات المنضمة إلى التسوية في جنوب سورية وصل إلى 90 منها 75 في محافظة درعا و15 في السويداء، مبينة أن «فرق المراقبة تواصل رصد مدى الامتثال لنظام وقف إطلاق النار المبرم في إطار مذكرة مناطق تخفيف التوتر في سورية، التي وقعتها روسيا وتركيا وإيران في يوليو 2017 بأستانة».

رد عنيف

وغداة تعهد إيران بالبقاء في سورية وعدم السماح للكيان الصهيوني بالهيمنة عليها، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من «الرد بقوة» على أي محاولة انتشار لقوات الرئيس بشار الأسد في المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح منذ 44 عاماً بموجب هدنة تراقبها الأمم المتحدة، في هضبة الجولان المحتل، التي يشهد محيطها أكبر مواجهة مع فصائل المعارضة ومن المتوقع على نطاق واسع أن تتحول بعد ذلك للقنيطرة المتاخمة لها.

وقال ليبرمان، أمام نواب حزبه، «سنلتزم تماماً من جانبنا باتفاقية فك الاشتباك لعام 1974 وسنصر على الالتزام بحذافيرها وأي انتهاك سيقابل برد عنيف من قبل دولة إسرائيل».

ومع تنامي مخاوف إسرائيل من سماح الأسد لإيران و«حزب الله» بنشر قوات في المنطقة ومنحهما موطئ قدم قرب حدودها، يطرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم على جنوب سورية خلال محادثاته في موسكو يوم الأربعاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ضربة جديدة

وتعليقاً على الضربة الجديدة لقاعدة التيفور بحمص واتهام دمشق لإسرائيل بتنفيذها، قال ليبرمان: «قرأت عنها في الصحف اليوم وليس لدي ما أضيفه».

وتابع: «لكن أمراً واحداً أقوله هو أن سياستنا لم تتغير. لن نسمح بترسيخ وجود إيران في سورية ولن نسمح للأراضي السورية بأن تتحول لنقطة انطلاق ضد إسرائيل. لم يتغير شيء. ليس هناك جديد».

وفي وقت سابق، نقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن «وسائط دفاعنا الجوي تتصدى لعدوان إسرائيلي وتسقط عدداً من الصواريخ التي كانت تستهدف مطار التيفور، وتصيب إحدى الطائرات المهاجمة وترغم البقية على مغادرة الأجواء».

ونشر الإعلام الرسمي شريط فيديو يظهر وميضاً في السماء الداكنة، وقال إنه يُبيّن تصدي الدفاعات الجوية للقصف على مطار التيفور، الذي يتواجد فيه مقاتلون إيرانيون ومن «حزب الله» اللبناني.

وبينما رفض متحدث عسكري إسرائيلي التعليق على التقارير، أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بأن «القصف الصاروخي استهدف المقاتلين الإيرانيين في حرم المطار وأسفر عن سقوط عدد منهم»، من دون أن يتمكن من تحديد العدد.

وتعرضت قاعدة التيفور العسكرية مراراً لغارات اتهمت دمشق إسرائيل بتنفيذها، بينها ضربات صاروخية في التاسع من أبريل أسفرت عن مقتل 14 عسكرياً بينهم سبعة إيرانيين، وحملت كل من موسكو وطهران ودمشق مسؤولية الغارات لإسرائيل.

صفقة القرن

في هذه الأثناء، توجه وفد من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة عزام الأحمد، مساء أمس، إلى دمشق، لبحث العلاقات مستجدات الوضع السياسي في المنطقة ووضع المخيمات، خصوصاً اليرموك، وصفقة القرن، التي أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية بأنها تشمل سورية.

وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى أن الوفد، سيلتقي بعدد من الشخصيات الرسمية في حكومة الأسد، مبينة أن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين عامة وأوضاع مخيم اليرموك، الذي دمرته الحرب وأجبر حصاره على نزوح عشرات الآلاف منه، خاصة ستكون على رأس قائمة المباحثات.

إعادة الإعمار

وفي حوار مفتوح مع الدبلوماسيين في وزارة الخارجية، أعلن الأسد أن إعادة الإعمار على رأس أولويات حكومته، لافتاً إلى ضرورة «مكافحة الفساد وتعزيز الحوار بين السوريين والعمل على عودة اللاجئين وتنشيط المسار السياسي الذي تعرقله بعض الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة».

وقال الأسد: «مستمرون في مكافحة الإرهاب حتى تحرير كافة أراضي سورية مهما كانت الجهة التي تحتلها، وتعديل القوانين والتشريعات بما يتناسب مع المرحلة القادمة»، مشدداً على أن «الاتفاق على المستوى الوطني هو الفيصل في إقرار أي اتفاق أو شأن أساسي وهذا لا يأتي إلا عبر الحوار على كافة المستويات».

مقتل إيرانيين بقصف إسرائيلي على قاعدة تيفور
back to top