يعاني قطاع السياحة في مصر تراجعاً شديداً منذ حادث سقوط الطائرة الروسية في سماء منتجع شرم الشيخ السياحي، في 31 أكتوبر 2015، وما ترتب عليه من إعلان مجموعة من الدول تجميد رحلات الطيران إلى القاهرة، في وقت تكابد أجهزة الدولة المعنية منذ ذلك التاريخ لإعادة الروح إلى السياحة المصرية، عبر تنظيم فعاليات مختلفة للتعريف بمنجزات الحضارة المصرية وآثارها الخالدة، التي تلمع في المعارض الخارجية.

في هذا الإطار، عقد وزير الآثار في مصر، خالد العناني، والوفد المرافق له، مؤتمراً صحافياً عالمياً أخيراً في قاعة «غريمالدي فوروم» في إمارة موناكو (إمَارة ذات سِيادة على شاطئ البحر الموسط في منطقَة الريفييرا الفرنسِية) حضره عدد كبير من الإعلاميين الفرنسيين والإيطاليين، بمناسبة افتتاح «معرض الكنوز المصرية الذهبية». الذي يستمر شهرين وينتهي في 7 سبتمبر المقبل.

Ad

وخلال كلمة ألقاها في حفلة الافتتاح، قال الوزير المصري إن المعرض يضمّ 149 قطعةً من مقتنيات المتحف المصري في ميدان التحرير (وسط القاهرة)، وتشمل قطعتين من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، و147 قطعة من مجموعات أثرية أخرى تخص الأثاث الجنائزي لـ«يويا، وتويا»، وأجداد الإله إخناتون، وكنوز «تانيس» التي اكتشفها مونتيه في منطقة دلتا مصر، مشدداً على أن هذه القطع رسالة أمان وطمأنة للعالم، وأن مصر تحارب الاٍرهاب بالثقافة والآثار والحضارة.

وكانت أقاويل ترددت أخيراً حول نقل أبرز القطع الأثرية من المتحف المصري في التحرير إلى المتحف المصري الكبير في منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة، الذي يُشيَّد منذ سنوات، ورداً على ذلك أوضح العناني أن متحف التحرير لن يموت، وأن هذه القطع هي القطع الرئيسة التي بعد عودتها ستعرض مجدداً في متحف التحرير، لتحل محل آثار الملك توت عنخ آمون، التي ستُنقل إلى المتحف المصري الكبير».

ودعا العناني سكان مدينة موناكو وجميع وكالات الأنباء العالمية إلى زيارة مصر، وحضور الاحتفالية التي ستقام في القاهرة بعد أشهر بمناسبة مرور 116 عاماً على إنشاء متحف التحرير، لافتاً إلى أن مصر تشهد خلال هذه الفترة اهتماماً غير مسبوق بالآثار، ضارباً المثل بكثير من مشروعات التطوير والترميم التي تقوم بها وزارة الآثار في عدد من المواقع والمتاحف الأثرية مثل المتحف اليوناني الروماني، ومتحف سوهاج، وقصر البارون وغيرها.

رئيسة لجنة السياحة والطيران في البرلمان المصري، سحر طلعت، كانت من بين أعضاء الوفد الذي رافق وزير الآثار، وقالت: «أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرته أثناء حديثه إزاء مجلس النواب بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء الإنسان المصري»، مضيفة: «من هذا المنطلق، يجب تسليط الضوء على أهمية دور الثقافة، خصوصاً في بناء الإنسان المصري، عن طريق تعريفه بتاريخ آثاره التي تجوب العالم؛ لتشهد الإنسانية عراقة هذه الحضارة».

فيما أكد رئيس لجنة الثقافة والآثار والإعلام في البرلمان، أسامة هيكل، أن المعارض الخارجية هي خير سفير لمصر وحضارتها، مشيداً بطريقة عرض القطع الأثرية في معرض «الكنوز الذهبية»: «القطع معروضة بأسلوب يجمع بين الإبهار وإبراز الجمال، بما يسهم في إبراز الأهمية الأثرية لكل قطعة»، موجهاً التحية إلى وزيرة السياحة المصرية رانيا المشاط، لإصرارها على إعادة إحياء المعارض الخارجية، لأنها لا تظهر للعالم أجمع روعة الحضارة المصرية القديمة فحسب، بل تروِّج للسياحة في مصر.

من جانبها، قالت وكيلة المتحف المصري، هالة حسن، إن تجهيز المعرض استغرق نحو ستة أشهر، معتبرة في تصريحات لها أن هذا المعرض يعد خير دعاية للقطع الأثرية المعروضة التي تخص الأثاث الجنائزي لـ«يويا، وتويا»، لأنها ستحل محل كنوز الملك توت غنخ آمون في متحف التحرير بعد نقل مقتنيات الملك الشاب إلى المتحف المصري الكبير.

المشاط: المعارض الخارجية تروج للسياحة

على هامش مشاركتها في المعرض، عقدت وزيرة السياحة المصرية رانيا المشّاط، لقاءات مع كبريات الصحف والمحطات التلفزيونية في موناكو، من بينها، صحيفة موناكو الأسبوعية Monaco Hebdo، وصحيفتا «صباح موناكو» و«صباح نيس»، وأجرت مقابلة مع التلفزيون الرسمي لإمارة موناكو.

خلال هذه اللقاءات، ثمّنت المشاط الجهود التي يبذلها وزير الآثار خالد العناني، في سبيل الترويج للسياحة المصرية من خلال إقامة المعارض الخارجية للآثار المصرية، مؤكدة أن مثل هذه المعارض تعتبر أفضل وسيلة للترويج للحضارة المصرية القديمة، فهي بمنزلة دعوة للعالم لزيارة مصر، كونها تقدم لمحة للكنوز التي سيجدها السائح حين يزور مصر.