عام على انهيار «داعش» في الموصل... حوار عراقي - عربي بدل التفاوض مع السنة

نشر في 11-07-2018
آخر تحديث 11-07-2018 | 00:05
شاب عراقي يقف بجوار سيارة مزينة لأول حفل زفاف في مدينة الموصل القديمة بعد عام من استعادتها من قبل قوات الحكومة العراقية
شاب عراقي يقف بجوار سيارة مزينة لأول حفل زفاف في مدينة الموصل القديمة بعد عام من استعادتها من قبل قوات الحكومة العراقية
رغم انشغال العراقيين بأزمة الكهرباء المعتادة كل صيف وسقوط متظاهرين في البصرة يطالبون بفرص عمل، والشروع في العد اليدوي لأصوات الناخبين بأمل إنهاء أزمة الطعون الواسعة في الاقتراع النيابي الذي نظم قبل شهرين، فإن الرأي العام هناك يستعيد النقاش حول إعلان النصر على تنظيم داعش والذي تمر ذكراه الأولى اليوم، وتحيي آلاما عميقة لدى آلاف العائلات التي فقدت ذويها جنوداً أو مدنيين، خصوصاً في معركة الموصل، التي استمرت نحو تسعة أشهر، وتعد واحدة من أكبر حروب المدن، التي شهدها العالم في العقود الأخيرة.

ويركز الجمهور العراقي في هذا الإطار على فكرة مفادها بأن التضحيات الجسيمة التي قدمت لمحو دويلة داعش في العراق، بين عامي ٢٠١٤ و٢٠١٧، يمكن أن تتعرض للهدر إذا لم تتوفر حماية وصيانة لهذا الإنجاز الأمني والسياسي والاجتماعي، إذ مثّل صعود داعش وسقوطه صدمة عاطفية أدت إلى انحسار كبير لخطاب الكراهية الطائفي رصدته مراكز الأبحاث الدولية، ومنح الانبار والموصل والمناطق المحررة شمال العراق وغربه، حرية ثقافية وسياسية لم تجربها منذ سقوط نظام صدام حسين، كما جعلت الجمهور العراقي يكف عن وصف هذه المدن بأنها منتجة للإرهاب، إذ كان واضحاً أن أهلها أبرز ضحية لأعمال العنف.

لكن الواقع بعد عام على انهيار دويلة داعش ليس وردياً، فالحكومة لاتمتلك موارد مالية كافية لإعمار المدن، التي تعرضت إلى الدمار بنسب مرتفعة، كما أن المجتمع الدولي لايزال يترقب تشكيل الحكومة الجديدة ليبدأ الوفاء ببعض التزامات المساعدة، خصوصاً التي عرضت في مؤتمر الكويت المخصص لإعمار العراق في فبراير الماضي.

أما الأهم من ذلك، فهو أن الحوار السياسي بين السلطة المركزية وأهالي المناطق المحررة وهي ذات أغلبية سنية، لايزال متوقفاً، والمدن تدار عملياً من الجيش مع وجود للميليشيات الشيعية أحياناً، ويطلق بعض الساسة انذاراً بأن فورة النصر العاطفية التي صنعت الاستقرار النسبي في تلك المناطق وأجلت الشكاوى والمطالبات، قد تنتهي وتعود المشاكل للظهور، ما يتطلب حواراً داخلياً يبدأ بمنح القوى السنية حقوقاً سياسية وإدارية وأمنية ظلت غائبة رغم ورودها في الدستور، وحينها يمكن الحديث عن إصلاح يجفف منابع التمرد المسلح.

لكن العديد من الساسة الشيعة، الذين يصنعون القرار في بغداد يقولون إنهم يواجهون صعوبة في اطلاق حوار مع القوى السنية التي تعاني تمزقاً عميقاً وفراغ قيادة وأزمة تمثيل سياسي، وحين سئل زعيم شيعي بارز حول الأسباب التي تعرقل استئناف الحوار مع ممثلي نينوى والأنبار، اكتفى بالقول حسبما نقلت مصادر رفيعة في بغداد، "إن حل الأزمة السنية في العراق لم يعد ممكناً عبر الحوار مع ممثلي السنة، القيادات الشيعية اكتشفت أن الحل يكون عبر تقوية العلاقة مع البلدان العربية، فهي ستساعد في بناء الاستقرار داخل المجتمع السني"!

back to top