تبادل كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة التعليقات اللاذعة امس، في جدال حول الانفاق الدفاعي، قبل يوم من انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العاصمة البلجيكية بروكسل.

ووسط الاستعدادات لعقد قمة الحلف، دعا الرئيس دونالد ترامب حلفاءه الأوروبيين لزيادة إنفاقهم على مجال الدفاع، قائلا إنهم يحصلون على ميزة القوة العسكرية الأميركية مجانا معتبرا في سياق عرض برنامجه على الصحافيين في حدائق البيت الأبيض، أن لقاءه مع الرئيس الروسي في هلسنكي الاسبوع المقبل قد يكون أسهل من قمة الناتو ومن زيارته لبريطانيا.

Ad

وقال ترامب الذي وصل بروكسل مساء أمس: «أتوجه إلى أوروبا، وأول اجتماع سأعقده سيكون مع أعضاء الناتو، والولايات المتحدة تنفق أكثر من أي دولة أخرى في الحلف من أجل حماية الدول الأعضاء، وهذا ليس عادلا بالنسبة لدافع الضرائب الأميركي».

وبعد هذه التغريدة بوقت قصير، وجه رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ردا على ترامب «لانتقاده دول الاتحاد الأوروبي يوميا تقريبا». وقال توسك في مؤتمر صحافي: «عزيزي الرئيس ترامب، ليس لدى أميركا ولن يكون لها حليف أفضل من أوروبا، واليوم ينفق الأوروبيون على الدفاع أكثر مما تنفقه روسيا مرات عدة، وينفقون المقدار نفسه الذي تنفقه الصين». وأضاف: «عزيزتي أميركا، ثمني حلفاءك، فأنت في كل الأحوال ليس لديك الكثير منهم»، بينما دعا الدول الأوروبية لأن تزيد من انفاقها على الدفاع.

ورد ترامب بعدها بدقائق قائلا في تغريدة: «يجب على الدول الأعضاء في الناتو أن تدفع أكثر، وينبغي على الولايات المتحدة أن تدفع أقل. والحادث حاليا أمر غير عادل».

وسعى توسك أيضا إلى «تبديد» المقولة التي تقول إن الولايات المتحدة تحمي أوروبا بمفردها، وقال: «عزيزي السيد الرئيس، فضلا تذكر هذه الأمور غدا عندما تشارك في قمة الناتو، وتذكر ذلك أيضا في المقام الأول عندما تلتقي الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في هلسنكي، وجدير بالمعرفة دائما أن تعلم من هو صديقك الاستراتيجي وما هي مشكلتك الاستراتيجية».

ووصل ترامب إلى بروكسل مساء امس، وتعد قمة «الناتو» التي تبدأ اليوم وتنتهي غدا، أول محطة من جولة ترامب الأوروبية، وسيتوجه بعدها في زيارة لبريطانيا، ثم يتوجه إلى هلسنكي لعقد لقاء القمة المرتقب مع بوتين. وقال ترامب إنه ليس بوسعه أن يطلق على بوتين صديقا أو عدوا، لكنه وصفه بالمنافس.

وفي موسكو، أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «علاقتنا بالحلف الاطلسي معروفة تماما، هذا الحلف هو ثمرة الحرب الباردة والمواجهة في تلك الفترة. وقد تشكل من اجل المواجهة وباسمها».

وأكد ان «كل ما يقوم به على المدى البعيد التقدم نحو حدودنا وتطوير بنيته التحتية العسكرية في اتجاه حدودنا يؤكد في كل مرة جوهر هذا التحالف»، مشيرا الى ان روسيا تحافظ رغم كل شيء على «اتصالات متواضعة الى حد ما» مع الحلف الاطلسي.