فرنسا إلى نهائي المونديال للمرة الثالثة في تاريخها

تأهل منتخب فرنسا للمباراة النهائية لبطولة كأس العالم الـ21 في كرة القدم، والتي تستضيفها روسيا، وذلك بعد فوزه أمس في نصف النهائي على المنتخب البلجيكي بهدف نظيف.

وأقيمت المباراة على ملعب "كريستوفسكي" في مدينة سان بطرسبرغ بقيادة الحكم أندريس كونيا من أوروغواي، وسجل الهدف الوحيد فيها المدافع صامويل أومتيتي.

وكان اللقاء مثيرا وحماسيا ومتكافئا مع بعض الأفضلية في فترات معينة لمصلحة المنتخب البلجيكي، لكن نظيره الفرنسي كان أذكى في توزيع جهده خلال المباراة، بينما عاب البلجيكيين أنهم ربما أهدروا معظم طاقتهم خلال الشوط الأول.

وهذه المرة هي الثالثة التي تصل فيها فرنسا الى النهائي، بعد 1998 عندما أحرزت لقبها الوحيد، و2006 عندما خسرت أمام إيطاليا، بينما فشل المنتخب البلجيكي في محاولته الثانية، ولم يستطع تحقيق حلم النهائي الذي يراوده منذ عقود.

وسيواجه المنتخب الفرنسي في النهائي المنتخب الفائز من مباراة نصف النهائي الثانية التي تقام اليوم بين إنكلترا وكرواتيا، علما بأن النهائي سيقام الأحد المقبل، في حين تسبقه قبل يوم واحد مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.

وفي تفاصيل المباراة، كانت أول هجمة فرنسية عندما سعى كيليان مبابي لاقتحام المنطقة البلجيكية منذ الدقيقة الأولى، لكن الكرة طالت منه، تلاها محاولات من الجانبين، ولا سيما من المنتخب البلجيكي في الدقائق السبع الأولى، حيث اعتمد اللعب على الأجنحة، ومحاولة التمرير العرضي من كيفن دي بروين وإدين هازارد الى قلب المنطقة، بينما اتبع الفرنسيون أسلوب الكرات الطويلة من الوسط الى مبابي وأوليفييه جيرو، لكن دفاع الفريقين كان بالمرصاد.

في تلك الفترة كان المنتخب الفرنسي يعاني ضغطاً بلجيكياً تخلله كرات الى المنطقة أسفرت عن سلسلة من الركنيات والتي جاءت منها أخطر فرصة لبلجيكا في الدقيقة 22 عندما وصلت كرة من ركنية الى المدافع توبي أندرفايرلد وهو على خط منطقة الجزاء فسدد بعيدة عن لوريس لكن الأخير طار لها وتألق في إنقاذها.

بعد ذلك تراجع أداء المنتخب البلجيكي وبدأ نظيره الفرنسي يصل أكثر الى المرمى ويصنع الفرص ومنها في الدقيقة 31 رأسية من جيرو بجانب قائم الحارس تيبو كورتوا.

وفي الدقيقة 33 قام المنتخب الفرنسي بهجمة مرتدة وصلت منها الكرة الى مبابي على الجناح الأيمن والذي أعادها عرضية رائعة داخل المنطقة، حيث كان جيرو، لكنه فشل التعامل معها تحت ضغط الدفاع.

وفي الدقيقة 39 سنحت أخطر فرصة لفرنسا وذلك بعد تبادل كرة رائع للكرة بين مبابي والمدافع بنجامين بافار الذي انسل خلف الدفاع داخل المنطقة وسدد نحو المرمى لكن الحارس كورتوا تألق في صدها بقدمه الى ركنية.

وكانت آخر فرصة في الشوط الأول لبلجيكا عن طريق روميلو لوكاكو الذي وصلته كرة عرضية من دي بروين بعدما أخفق المدافع صامويل أومتيتي في تشتيتها، لكن يبدو أنه فوجئ بها فخرجت دون استغلالها.

أومتيتي يفتتح التسجيل

وبعد أن بدأ الشوط الثاني بضغط بلجيكي استغل الفرنسيون هذا الواقع وشنوا هجمة مرتدة حصلوا منها على ركنية جاءتهم بهدف السبق في الدقيقة 51 عندما ارتقى أومتيتي للركنية التي رفعها غريزمان وسددها في قلب المرمى رغم مضايقة مروان فيلايني له.

ويبدو أن هذا الهدف أثر سلبا على اللاعبين البلجيكيين الذين تراجع أداؤهم، مما سمح للفرنسيين بشن هجمات خطيرة كانت إحداها في الدقيقة 56 تضمنت تبادلا للكرة من أجمل ما شهدته البطولة وكان أبطاله مبابي وغريزمان وجيرو الذين تبادلوا الكرة بجمالية وبتمريرات خلفية وصلت في النهاية الى جيرو الذي سدد في جسم الحارس كورتوا المندفع لملاقاته.

لكن بعد هذه الدقائق استعاد البلجيكيون رباطة جأشهم وهاجموا مرمى فرنسا فأهدروا عدة فرص، إحداها في الدقيقة 61 عن طريق دي بروين الذي كان عليه أن يسدد في المرمى المشرع بعد دربكة في المنطقة لكنه لم يتمكن من ذلك كما يجب، وأخرى في الدقيقة 65 عندما سدد فيلايني كرة رأسية خطيرة مرت سنتيمترات بجانب المرمى.

وفي الفترة التي تلتها، عرف المنتخب الفرنسي كيف يدير تقدمه ويمتص الهجوم البلجيكي الذي قاده هازارد بشكل خاص، والذي تعرض للكثير من الإعاقات، إحداها في الدقيقة 81 فوصلت الكرة الى أليكس ويتزل الذي سدد صاروخا على المرمى لكن الحارس لوريس تألق مجددا وصد الكرة سابحا وأبعدها عن المنطقة.

ومع دخول المباراة وقتها المحتسب بدلا من الضائع دفع المنتخب البلجيكي بكل لاعبيه نحو الهجوم، مما سمح بهجمات مرتدة وفرص خطيرة للاعبي فرنسا كان أبرزها في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع بتسديدة من غريزمان بعد خطأ من الدفاع البلجيكي لكنها كانت سهلة على الحارس كورتوا ثم بتسديدة أخرى من كورنتان توليسو في الدقيقة السادسة والأخيرة من الوقت بدل الضائع لتنتهي معها المباراة بالفوز والتأهل الفرنسي.