وسط أنباء عن عملية وشيكة للجيش السوري بعد انتهائه من درعا، تعيش محافظة إدلب حالة من الترقب والبلبلة تحسباً لمعركة حاسمة قد تفرض عليها.

وأكد مصدر مسؤول في المعارضة، أن الوفد العسكري الروسي أبلغ مسؤولي فصائل درعا، خلال اجتماع معهم، أمس الأول، بعدم السماح بخروج أي مسلح إلى إدلب، لأن المعركة ستبدأ هناك في سبتمبر المقبل، ولا يريدون خروج المقاتلين إلى هناك.

Ad

وقال المصدر، إن «الروس أبلغوا الجميع بأن مصير إدلب سيكون كمصير الجنوب السوري، وعلى الجميع التوجه للمصالحة مع القوات الحكومية فقط أو اعتبارهم متمردين»، مشيراً إلى أن قياديي المعارضة في إدلب أعلنوا النفير ويحشدون لجبهة موحدة، قبل المعركة المرتقبة.

وبينما خيم الهدوء على قسم كبير من درعا منذ الجمعة، وجهت الطائرات المقاتلة أول ضربات إلى منطقة حوض اليرموك، دعماً لاشتباكات عنيفة تخوضها قوات النظام والميليشيات الموالية لها مع فصيل «جيش خالد بن الوليد» المتمركز في بلدة سحم الجولان في ريف المحافظة الغربي.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بأن الفصيل المبايع لتنظيم «داعش» رد بهجوم على بلدة حيط، التي وافقت فصائل المعارضة فيها على الانضمام إلى الاتفاق الروسي لوقف النار، مؤكداً اقتحام المسلحين المتطرفين في «جيش خالد» البلدة وقيامهم بتفجير سيارة مفخخة، كما قصفوا بلدة زيزون المجاورة، التي تبنى «داعش» قتل 14 من صفوف قوات النظام والمعارضة في تفجير انتحاري فيها أمس الأول.

الريف الغربي

وبعد انتزاعه قطاعاً حدودياً استراتيجياً حرم المعارضة من الوصول إلى الحدود الأردنية التي كانت في يوم من الأيام شريان حياتها، أكد المرصد توسيع النظام، أمس، نطاق هجومه لاستعادة الجنوب الغربي بأكمله بما فيه حوض اليرموك.

وأكدت دائرة الإعلام الحربي سيطرة وحدات من الجيش على تل الأشعري ومساكن جلين في درعا، وتابعت انتشارها على كامل خط الجبهة مع «داعش»، مشيرة إلى موافقة أحياء درعا البلد على اتفاق الروسي وبدأت بتسليم السلاح الثقيل ليتم خلال الساعات أو الأيام المقبلة.

وأفاد ناشطون معارضون بأن سيارات للشرطة العسكرية الروسية دخلت طفس في ريف درعا الغربي، بعد اتفاق مصالحة بين مسلحي وممثلي البلدة من جهة، والحكومة السورية بوساطة روسية. وتسيطر قوات النظام حالياً على نحو 80 في المئة من محافظة درعا،

ولا تزال توجد الفصائل المعارضة في نحو 15 في المئة، والمساحة الباقية تحت سيطرة متطرفي «خالد بن الوليد».

في هذه الأثناء، أفادت مصادر ميدانية عن اتفاق مع روسيا، يقضي بتسلم فصائل المعارضة إدارة بعض المناطق في درعا، والقرى المحيطة بها، موضحة أن ممثلين عن فاعليات درعا اجتمعوا بوفد روسي، يرأسه المبعوث الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف بمدينة بصرى الشام، واتفقوا على انسحاب قوات النظام من حي سجنة بدرعا، ووقف خروقاتها، ومنع تسللها إليه، وتسليم إدارته للمعارضة.

وجاء الاتفاق بالتزامن مع إعادة المدنيين إلى مناطقهم في درعا ومحيطها، وتعهد الشرطة الروسية بعدم تهجيرهم وتوفير الحماية لهم.

وأعلن ممثلو المجتمع المدني في مدينة انخل، شمال مدينة درعا، تأييدهم أي قرار يتخذه الوفد العسكري المفاوض من شأنه منع تهجير الأهالي، موضحين أن الهيئات المدنية اتفقت على تأييد أي قرار يمنع التهجير والدمار والحفاظ على ممتلكاتهم العامة والخاصة، من خلال مفاوضات الجيش الحر مع روسيا.

صاروخ باتريوت

وفي ثاني حادثة من نوعها خلال شهرين، أطلق الجيش الإسرائيلي صاروخ «باتريوت» أمس، لاعتراض طائرة بدون طيار قادمة من ناحية سورية، لكنها عادت أدراجها دون أن يلحق بها ضرر.

وأوضح الجيش الإسرائيلي، الذي رفع حالة التأهب القصوى منذ بدء قوات الأسد عملياتها في الجنوب بدعم من إيران و»حزب الله» الشهر الماضي، أن الواقعة أسفرت عن انطلاق صافرات الدفاع الجوي في هضبة الجولان والحدود الأردنية القريبة.

نتنياهو

وتزامن ذلك مع وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى موسكو لإجراء محادثات بشأن سورية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتزامن مع زيارة علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إلى العاصمة الروسية.

وقبل ساعات من وصول نتنياهو، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو مجدداً استعداد بلاده للنظر في تزويد دمشق بمنظومات الدفاع الجوي «إس 300»، مشيراً إلى رفض هذه الطلب قبل عدة سنوات بناء على طلب إسرائيل وعدد من الدول الغربية.

وتأتي زيارة نتنياهو إلى موسكو قبل أيام من قمة تجمع بوتين مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتوقع أن تكون تسوية الأزمة السورية بالإضافة إلى الوضع في أوكرانيا الطبقين الرئيسيين فيها.

وعلى جبهة أخرى، أكدت الرئيسة المشتركة لمجلس سورية الديمقراطية إلهام أحمد، عدم وجود اتفاق ينص على تسلم دمشق إدارة المنشآت النفطية، وتولي عمليات تصدير النفط.

وقالت أحمد، لوكالة «سبوتنيك» الروسية، «لا يوجد أي اتفاق من هذا القبيل، ولا توجد مفاوضات حول النفط»، مشددة على أن «النفط تتم الاستفادة منه حسب الحاجة».

وبدعم أميركي، سيطر الجناح العسكري للمجلس «قسد» بشكل كامل على حقل العمر النفطي في دير الزور وهو أكبر الحقول النفطية في سورية، في أكتوبر الماضي.