الآفاق السياسية والاقتصادية لزيارة سمو الأمير للصين
الاستعداد للمشاريع الاقتصادية العملاقة يحتاج إلى وضوح في الرؤية، وإلى أهداف منظورة قابلة للتطبيق والقياس، فإن كانت رؤوس الأموال حاضرة لإتمام البنى التحتية ففي المقابل لا بد من العمل الجاد لتوجيه الطاقات البشرية ومخرجات التعليم نحو تحقيق أهدافها.
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
دولة الكويت مرشحة لتأدية دور اقتصادي وسياسي كبير في المنطقة لأنها من الدول التي تنتهج في علاقتها الدبلوماسية مع دول المنطقة والعالم سياسة العقل والحكمة، وتنظر إلى مصلحة الشعوب، لذلك سيكون مشروع "الحزام والطريق" من المشاريع الواعدة والناجحة بإذن الله. الاستعداد لمثل هذه المشاريع الاقتصادية العملاقة يحتاج إلى وضوح في الرؤية، وإلى أهداف منظورة قابلة للتطبيق والقياس، فإن كانت رؤوس الأموال حاضرة لإتمام البنى التحتية ففي المقابل لا بد من العمل الجاد لتوجيه الطاقات البشرية ومخرجات التعليم نحو تحقيق أهدافها المرجوة التي من شأنها خلق فرص وظيفية تساهم في عجلة التنمية. وعلى الرغم من القوة العسكرية والسياسية التي تمتلكها جمهورية الصين فإنها برزت خلال السنوات الأخير كقوة اقتصادية عظمى، حيث بلغت حصتها في السوق الأميركي أكثر من 450 مليار دولار وفي الدول العربية 191 مليار دولار، ومع ذلك هي تدرك أهمية فتح أسواق جديدة في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك اختارت دولة الكويت لما تتمتع به من موقع جغرافي واستقرار سياسي ليمثل هذا السوق بوابة التبادل التجاري بالمنطقة.كل ما أتمناه أن أرى هذا الحلم يتحقق وأن تعي القيادات الميدانية هذه المسؤولية التاريخية في العمل على تحقيق الغايات والأهداف، وتضعها موضع التنفيذ الذي وضع لبناته وسعى إلى تنفيذه سمو الأمير، لتكون دولة الكويت المركز المالي والاقتصادي بالمنطقة من خلال مشروع "الحزام والطريق". (وإن على من لا يستطيع مواكبة هذه الرؤية أن يترجل ويترك الساحة وله مليون وردة وتحية).نصيحة لمجلس الوزراء بانتهاز واستغلال فترة الصيف بوضع الخطط والبرامج التشغيلية نحو تمكين الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي أبرمتها دولة الكويت مع جمهورية الصين. ودمتم سالمين.