سلاح الدعاء
![محمد العويصي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1556955806395198900/1556955806000/1280x960.jpg)
سافر رجل غني مصاب بمرض في القلب للعلاج في الخارج في المستشفى المشهور بعلاج القلب، فنصحه الأطباء بعمل عملية مستعجلة، وأن نتيجة العملية غير مضمونة، وذلك لخطورتها، ولكن من الأفضل عملها، وعندما سمع المريض هذا الكلام من الأطباء طلب منهم تأجيل موعد العملية لكي يعود إلى بلده لعدة أيام ليسلم على أهله ومعارفه لعله لا يلقاهم بعد إجراء العملية، وحتى يؤدي ما عليه من حقوق للناس.وافق الأطباء على طلبه بشرط أن يعود في أسرع وقت، لأن أي تأخير فيه خطر على قلبه، وعاد إلى بلده ومكث مع أهله وأدى ما عليه من حقوق، وأنجز بعض أعماله الضرورية واستعد للسفر، وقبل سفره وهو يسير مع أحد أصدقائه في أحد الطرق وبالقرب من محل أحد الجزارين رأى امرأة عجوزا تجمع فتات اللحم والعظام من الأرض قرب محل الجزار، فرقّ لحالها وناداها وسألها عن سبب فعلها ذلك؟ فقالت له: إنه الفقر والحاجة، فلدي ثلاث بنات ونحن نعيش حياة قاسية دون معيل، وأنا أجمع ما ترى لأسدّ به رمق بناتي وجوعهن، حيث إننا لم نذق طعم اللحم منذ مدة طويلة.فلما سمع كلامها أخذ بيدها إلى الجزار وقال له: أعط هذه المرأة ما تحتاج إليه من لحم، قالت كيلو يكفينا. قال: بل خذي 2 كيلو وكل أسبوع، ودفع له مقدما عن سنة كاملة، فرفعت العجوز المسكينة يدها إلى رحمن السموات والأرض ورحيمهما تبتهل إليه تدعو لهذا الرجل الحنون العطوف دعوة صادقة نابعة من القلب، وما إن أنزلت العجوز يدها حتى شعر الرجل المريض بالنشاط والصحة تتحرك في جسده، وأحس بقوة وحيوية لم يكن يحس بها من قبل. وعاد الرجل إلى بيته فاستقبلته إحدى بناته، فقالت له: ما شاء الله عليك يا أبي أرى علامات الصحة والنشاط والعافية تبدو على محياك!! فأخبرها بقصة المرأة العجوز، فسعدت كثيرا ودعت لوالدها أن يشافيه الله ويسعد كما أسعد هذه الأم المسكينة وأسعد بناتها. غادر الرجل بلده ودخل المستشفى وفيها فحصه الأطباء فذهلوا وفوجئوا وقالوا: هذا مستحيل، لقد زال المرض وذهبت العلة، كل التقارير السابقة والفحوصات كانت تشير الى خلل كبير في القلب، من عالجك؟! من شافاك؟! من أعاد إليك صحتك؟! كيف تشافيت بهذه السرعة؟! فرد عليهم وهو ينظر إلى السماء بعين دامعة: شافاني أرحم الراحمين، قال تعالى: "أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ".