أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب ثقته تجاه خطته وخطواته لإرغام إيران على قبول شروطه الـ 12 التي طرحها عقب انسحابه الأحادي من الاتفاق الدولي بشأن برنامجها النووي، وقال إنه يتوقع أن تتواصل طهران معه يوماً ما وتقدم عرضاً لتهدئة المخاوف الأمنية الأميركية، مضيفاً أن إيران تعامل واشنطن باحترام أكبر بكثير بعد انسحابها من المعاهدة في الثامن من مايو الماضي وإعادتها فرض العقوبات الاقتصادية التي رفعت بموجب الاتفاق المبرم في 2015.وقال ترامب أمس، خلال مؤتمر بعد قمة لقادة حلف شمال الأطلسي في بروكسل: «أعلم أن لديهم الكثير من المشاكل وأن اقتصادهم ينهار. لكن سأقول لكم هذا: في مرحلة ما سيتصلون بي وسيقولون: فلنبرم اتفاقاً. إنهم يشعرون بألم كبير الآن».
تشديد الضغط
في موازاة ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس، حلفاء وشركاء واشنطن إلى الانضمام لحملة الضغوط الاقتصادية على إيران.وطالب بومبيو حلفاء الولايات المتحدة بالمساعدة في فرض ضغوط اقتصادية على إيران، واتهم طهران بمواصلة بيع أسلحة في الشرق الأوسط رغم قرارات الأمم المتحدة.وكتب بومبيو في تغريدة على «تويتر» قبل اجتماع مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني في بروكسل: «يجب أن نقطع كل التمويل الذي يستخدمه النظام الإيراني لتمويل الإرهاب والحروب بالوكالة».ولايتي وبوتين
في المقابل، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صباح أمس، علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني، الذي نقل له رسالة شفهیة من المرشد علي خامنئي وأخرى خطیة من الرئیس حسن روحاني. وجرى اللقاء في مقر الإقامة الرئاسية بضواحي موسكو بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعدد من المسؤولين الآخرين.وشدد مبعوث المرشد الإيراني الخاص لروسيا بعيد لقائه بوتين أنه وخلافاً لما وصفه بـ«شائعات معادية للبلدين»، فإن بوتين أكد أن التعاون الإيراني الروسي سيستمر في سورية.وحول موقف الرئيس الروسي من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى الكبرى، روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، أشار ولايتي إلى أن بوتين أكد عدم اعترافه بالعقوبات التي تسعى واشنطن وآخرون إلى فرضها على إيران خارج إطار مجلس الأمن الدولي.وشدد ولايتي على أن الاجتماع كان «بناء وودوداً جداً» وأن موسكو التي يثمن خامنئي تحسين العلاقات معها هي شريك استراتيجي.وأضاف أن «الرئيس بوتين أكد أن بلاده مستعدة للاستثمار في قطاع النفط والغاز الإيراني بما يصل إلى 50 مليار دولار».ووصف ولايتي هذه الاستثمارات بـ«الضخمة»، معتبراً أنها من الممكن أن تحل محل استثمارات الشركات الأوروبية، التي أعلنت خروجها من إيران، خوفاً من العقوبات الأميركية.وفي وقت تسعى الولايات المتحدة إلى حظر شامل على صادرات إيران النفطية التي تمثل المصدر الأساسي لعملتها الصعبة بحلول 4 نوفمبر المقبل، عقد ولايتي اجتماعاً مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك.وتأتي زيارة ولايتي بعد يوم من لقاء بين بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي صرح بأنه بحث مع الرئيس الروسي الشأنين السوري والإيراني على ضوء القمة الروسية الأميركية المرتقبة الاثنين المقبل، لافتاً إلى أن المحادثات في الكرملين، أمس، تمحورت حول الوجود الإيراني في سورية، الذي تعتبره تل أبيب غير مقبول.في غضون ذلك، أفاد تقرير صحافي أرجنتيني بأن السلطات الأرجنتينية طلبت من السلطات الروسية اعتقال مستشار خامنئي، وتسليمه لها بحجة تورطه في تفجير المركز الثقافي اليهودي في بوينس آيرس الذي أسفر عن مقتل 85 شخصاً وجرح 200 آخرين في أكتوبر 1995.على صعيد منفصل منفصل، قتل شرطي واحد جراء اشتباكات اندلعت ،أمس الأول، بين قوات الأمن الداخلي الإيراني ومسلحین بمدینة خوسف بمحافظة خراسان الجنوبية شرقي البلاد.عرقلة ووقف
في الأثناء، ذكرت وكيلة وزارة الخزانة الأميركية، سيجال مانديلكر، أن واشنطن والإمارات نجحتا في تفكيك شبكة لنقل أموال غير قانونية إلى إيران في حين تكثف واشنطن جهودها لتقييد تجارة إيران وحصولها على العملة الصعبة في المنطقة.وقالت مانديلكر وكيلة وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية، أمس: «فككنا معاً شبكة لصرف العملة كانت تنقل ملايين الدولارات إلى فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني».وأضافت المسؤولة، التي قامت بجولة في المنطقة شملت الكويت والسعودية والإمارات، أنه جرى تفكيك الشبكة في مايو الماضي، مشيرة إلى أن شركات صرافة استخدمت النظام المالي الإماراتي لنقل أموال إلى خارج إيران ثم تحويلها إلى دولارات أميركية لتستخدمها جماعات تدعمها طهران في المنطقة.وذكرت أن الشبكة التي كان يديرها مسؤولون كبار في البنك المركزي الإيراني زورت وثائق واستخدمت شركات وهمية وواجهة ستاراً لمعاملاتها.وأكدت أن الحكومات والمؤسسات المالية في الخليج تتعاون عن كثب مع الولايات المتحدة لأنها متفقة على «مواجهة النفوذ الضار لإيران في المنطقة».ولفتت إلى أن واشنطن تحاول تقييد التجارة الإيرانية عموماً وليس فقط مبيعات النفط والغاز، التي تمثل أكثر من نصف إيرادات التصدير الإيرانية.ومع قرب دخول العقوبات الأميركية حيز التنفيذ بحلول أغسطس المقبل، أفادت تقرير أمس، بتحرك بنوك يابانية صوب وقف إجراء جميع المعاملات ذات الصلة بإيران.وكشفت وثيقة تم تسريبها أمس، أن مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية، أكبر بنوك اليابان، ستوقف جميع المعاملات ذات الصلة بطهران التزاما بالعقوبات الأميركية.وقالت وحدة مصرفية تابعة لمجموعة ميزوهو المالية في وقت لاحق إنها ستتخذ إجراء مماثلاً.