بعد ساعات من إعلان اتفاق مع فصائل المعارضة في درعا البلد على تسليم أسلحتها، دخلت قوات الرئيس السوري بشار الأسد والشرطة العسكرية الروسية أمس مهد الحركة الاحتجاجية على النظام بهدف رفع العلم عليها، في حين وازنت إسرائيل تصريحاتها عن العودة المحتملة للعلاقات مع دمشق بضرب سلسلة أهداف لها في القنيطرة.

ووفق وكالة الأنباء الرسمية «سانا»، فإن رافعات مجلس بلدية درعا نصبت سارية العلم قرب المسجد، الذي خرجت منه الاحتجاجات الكبرى على حكم الأسد في مارس 2011، وذلك بعد ضغط عسكري غير مسبوق بدأ في 19 يونيو وأجبر فصائل المعارضة على التخلي عن أبرز معاقلهم في صفقات استسلام رعتها روسيا.

Ad

وأفادت «سانا» بأنه تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتسليم الفصائل الموجودة في درعا البلد أسلحتها الثقيلة والمتوسطة إلى النظام، موضحة أنه «يشمل أيضاً طريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع».

وفي حين ذكرت الوكالة «أنه بموجب الاتفاق، ستتم تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في التسوية وخروج الرافضين للاتفاق»، أكد مسؤولون بالمعارضة أن مقاتلين محاصرين في جزء من مدينة درعا لا يزالون يجرون محادثات مع ضباط روس، لتأمين ممر آمن إلى الشمال.

ضربات إسرائيلية

وبعد رسائل إيجابية تطمئن الأسد بعودة العلاقات، حاولت إسرائيل الموازنة بهجومها في وقت مبكر أمس على مواقع لقوات النظام بالقرب من الحدود مع هضبة الجولان المحتلة، وذلك غداة إعلانها إسقاط طائرة مسيرة (درون) تابعة له بصاروخ من طراز «باتريوت» في الجولان.

نشر الجيش الإسرائيلي تغطية مصورة باللون الأبيض والأسود لصواريخ تصيب ما بدا وكأنه كوخ وهيكل من طابقين وآخر من خمسة طوابق وسط تضاريس تكثر بها التلال، موضحاً أنه أصاب ثلاثة أهداف ردا على انتهاك طائرة سورية بلا طيار للمجال الجوي الإسرائيلي أمس الأول قبل إسقاطها.

وحملت إسرائيل «النظام السوري المسؤولية عن الأفعال التي تجري على أراضيه، وحذرته من أي عمل آخر يستهدف القوات الإسرائيلية»، محذرة من أن «جيش الدفاع سيواصل التحرك بشكل قوي وصارم ضد محاولات خرق سيادة دولة إسرائيل والمساس بمواطنيها».

أضرار واشتباكات

ونقل الإعلام الرسمي عن مصدر عسكري سوري قوله إن «طيران العدو الإسرائيلي أطلق عدة صواريخ باتجاه بعض نقاط الجيش في محيط بلدة حضر وتل كروم جبا بالقنيطرة واقتصرت الأضرار على الماديات»، مؤكداً أن الدفاعات الجوية تصدت لبضعة صواريخ على الأقل.

وفي وقت سابق، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن «الضربات الصاروخية استهدفت منطقة قرص النفل القريبة من بلدة حضر في القطاع الشمالي من ريف القنيطرة، ومواقع لقوات النظام وحلفائها بالقرب من مدينة البعث وبلدة جبا».

وقبل القصف الإسرائيلي، شهدت بلدة جبا وتل كروم جنوب شرق مدينة القنيطرة اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، بحسب المصدر السوري، الذي أكد «توقفها بعد الضربات الصاروخية الإسرائيلية في المنطقة».

تنظيم «داعش»

وزاد تنظيم «داعش» الوضع تعقيداً في الجنوب السوري بدخوله على خطوط الجبهات في مواجهة كل من فصائل المعارضة وقوات النظام على حد سواء.

ورغم القصف الجوي، شن التنظيم ممثلاً في فصيل «جيش خالد بن الوليد» أمس الأول هجوماً على بلدة حيط المحاذية لمعقله في منطقة حوض اليرموك وتمكن من طرد فصائل المعارضة، التي وافقت على الاتفاق الروسي مع قوات النظام، بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل نحو 30 من الطرفين بينهم انتحاريان، وفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن.

قواعد أميركية

وعلى جبهة أخرى، نشر موقع «DIVDS» شبه الرسمي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الثلاثاء 10 صور لطائرة «بيونغ سي 17» العسكرية أثناء هبوطها في 26 يونيو الماضي بمدرج قاعدة عسكرية جديدة تم إنشاؤها بين بلدتي تل تمر وتل البيدر شمال مدينة الحسكة، على بعد ستة كيلومترات غرب قاعدة تل البيدر الأميركية، التي أعلن عنها مطلع العام الماضي، بقوام نحو 800 جندي من قوات «المارينز» في إطار التحضير لمعركة السيطرة على دير الزور.

وأظهرت صور أخذت عبر الأقمار الصناعية، في 23 من أبريل، مرحلة إنشاء القاعدة التي تحوي مدرجاً للطائرات بطول 1.5 كيلومتر، ليكون بذلك إضافة للقاعدة الموجودة على بعد ستة كيلومترات إلى الشرق في تل البيدر، حيث يوجد مهبط للطائرات المروحية «الهليكوبتر» و»أسبري في 22».

وبحسب قناة «TRT» التركية، فإن إعلان صور الطائرة، سبقه وصول 250 شاحنة من الأسلحة والذخائر إلى قوات سورية الديمقراطية (قسد)، التي تدعمها الولايات المتحدة، في يونيو، مؤكدة وصول عدد الشاحنات العسكرية الأميركية إلى خمسة آلاف.

تسليم الحسكة

في المقابل، أفادت صحيفة «الوطن» الحكومية أمس بأن «قسد» بدأت تنفيذ بنود ما أسمته «اتفاقها مع الدولة» في محافظة الحسكة بتسليم حي النشوة، مشيرة إلى أن فرع الأمن العسكري نصب حواجز على أطراف المنطقة.

وأكدت «الوطن» أن «تسليم الحي يأتي في سياق تنفيذ بنود الاتفاق الأخير بين قسد والدولة السورية في المدينة، والذي يقضي بإزالة أعلام وشعارات الأحزاب الكردية من شوارع المدينة بغية التعاون العسكري بين الطرفين»، مشيرة إلى أن «قسد عرضت خلال لقاءات جمعتها مؤخراً مع ممثلين عن الدولة تسليم الشريط الحدودي مع تركيا إلى الحكومة».

وفي وقت سابق، تحدثت الصحيفة عن اتفاق حكومي- كردي ينص على تولي الحكومة إدارة المنشآت النفطية في الحسكة وبيع نفطها حتى «تكون عمليات بيع النفط حصرية بيد الدولة السورية».

ونفى القيادي الكردي البارز صالح مسلم صحة هذه الأنباء، وأكد أنه «لم تكن هناك من الأساس مفاوضات بيننا وبين النظام حتى نتوصل لأي اتفاق بشأن أي شيء معه، لا النفط ولا غيره».