«أصيلة» المغربية والمأزق العربي!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وحسب بعض المتحدثين، وهذا فيه كل الصحة، أنه كان بالإمكان تحاشي وصول الأمور في بعض الدول العربية، في سورية والعراق وليبيا واليمن أيضاً، إن شئتم، إلى ما وصلت إليه، لو أن أنظمة الحكم في هذه البلدان بادرت إلى استيعاب انتفاضات شعوبها، والتلاؤم معها، على غرار ما جرى في الأردن وتونس والمغرب ودول أخرى، وهنا فإن المعروف أن العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين بادر إلى تبني مطالب شعبه في الانتفاضة الأخيرة، وتدخل شخصياً لمنع استخدام أي شكل من أشكال العنف ضدها والتي بدأت "مطلبية" وسلمية... وانتهت سلمية.ولعل الأخطر في عدم استيعاب بعض أنظمة الحكم لمطالب شعوبها، ونظام بشار الأسد المثل الواضح والصارخ على هذا، واستخدام أقسى وأقصى أشكال العنف ضد هذه الشعوب، التي بدأت بتظاهرات مطلبية واحتجاجية سلمية، أن العنف يولّد المزيد من العنف... وهكذا إلى أن كانت كل هذه التطورات المأساوية المدمرة التي لا تزال مفتوحة على المزيد من أسوأ الاحتمالات... والتي في مقدمتها التشظي والانقسام، وعلى أسس مذهبية وطائفية وإثنية، وعلى غرار ما أصبح عليه الوضع في سورية.ثم وإن الأخطر من هذا الأخطر الآنف الذكر هو أن الرد الأهوج على المطالب الشعبية العادلة استدعى تدخلاً دولياً وإقليمياً، أدى إلى خروج الأمور من أيدي هذه الأنظمة المعنية وشعوبها، فسورية، كما هي ليبيا أيضاً، أصبحت ساحة صراعات دولية وإقليمية، فهناك التدخل الروسي والأميركي والإسرائيلي، والتدخل الإيراني والتركي، وهذا يعني أن أي حل يستدعي تفاهم هذه الدول المتدخلة كلها، وهذا في حقيقة الأمر مستبعد جداً، سواء في هذه المرحلة أو في أي مرحلة أخرى قريبة.