«بلاتس» تبحث إضافة الخام الأميركي إلى محددات سعر القياس

صادراته بلغت 3 ملايين برميل يومياً... وأوروبا من أهم الوجهات

نشر في 14-07-2018
آخر تحديث 14-07-2018 | 00:00
No Image Caption
أدت الزيادة في صادرات الخام الأميركي الى تحول لافت في تجارة النفط العالمية وتدفقاتها الى مختلف مناطق العالم، ونتج عن ذلك انتزاع حصة سوقية مؤثرة في آسيا وأوروبا من الموردين التقليديين، مثل دول منظمة أوبك وروسيا ودول غرب إفريقيا.

وفي الوقت ذاته، غدت تدفقات النفط من أكبر الحقول في بحر الشمال، التي تستخدمها مؤسسة ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس في تحديد سعر خام القياس العالمي برنت، مهيأة لهبوط هيكلي مع نضوب تلك الحقول. وكانت ستاندرد آند بورز بلاتس تتطلع منذ سنين الى جعل أسعار برنت والعقود الكثيرة التي تدعمها ذات صلة وثيقة بالسوق، أي أن تعبر عن الوضع في مراكز تحميل وتسليم النفط معاً.

ومع هذا الارتفاع الملموس في الصادرات الأميركية والتحول في تدفقات النفط العالمية، فإن من المنطقي أن يتم السعي الى تضمين النفط الأميركي كأحد محددات سعر النفط الذي يتم إيصاله الى روتردام.

وما تزال الصادرات الأميركية تواصل ارتفاعها، وقد سجلت رقماً قياسياً أسبوعياً جديداً في الآونة الأخيرة بلغ نحو 3 ملايين برميل يومياً، وذلك في الأسبوع الثالث من شهر يونيو. وكانت أوروبا، وبصورة خاصة هولندا والمملكة المتحدة، من أكبر وجهات صادرات النفط الخام من الولايات المتحدة، بعد كندا والصين.

وبحسب تقرير صدر عن ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس أصبحت الولايات المتحدة في عامي 2016 و2017 مصدرا رئيسا للخام الخفيف الى أوروبا معززة غياب نفط بحر الشمال الذي صار يشحن الى آسيا.

وفي النصف الثاني من عام 2017 ونتيجة للفرق الكبير بين سعر نفط غرب تكساس الوسيط مقارنة مع خام برنت، قفزت شحنات الولايات المتحدة من ساحل الخليج الى المصافي الأوروبية بصورة حادة.

وبحسب برنامج تدفق تجارة بلاتس، شكلت واردات النفط الخام الأميركي أكثر من 4 في المئة من إجمالي الخام المكرر في شمال غرب أوروبا اعتبارا من فبراير الماضي.

وعلى أي حال، يتوقع أن ترتفع تلك الحصة من السوق، خصوصا مع استمرار بنية الصادرات التحتية من ساحل الخليج في الولايات المتحدة بالنمو خلال السنوات القليلة المقبلة، وفق مصادر بلاتس.

وقال تقرير لبلاتس إنه "إضافة الى ذلك، وفي حين أن معظم النفط الذي يخرج من ساحل الخليج الأميركي في الوقت الراهن هو من النوع الخفيف، فإن زيادة سعة الأنابيب في الولايات المتحدة ستمكنها من نقل كميات إضافية من الأحجام الأثقل والأكثر حموضة عن طريق ساحل الخليج، والتي يمكن أن تبدأ بمنافسة أكثر نشاطاً مع المصادر التقليدية للخام الحامض مثل أورال روسيا".

وقد ساهم واحد من أحدث تحديدات سعر خام القياس برنت المتجه الى روتردام بطريقة سيف CIF (التي تضيف الى الثمن أجور الشحن والتأمين)، في دفع ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس للتفكير بإضافة سعر النفط الأميركي المتجه الى إحدى أكبر وجهات النفط في أوروبا، مثل روتردام في هولندا الى مؤشر خام القياس.

وأبلغ غويل هانلي، وهو كبير مديري تسعير النفط الأوروبي لدى ستاندرد آند بورز غلوبال بلاتس، بلومبيرغ في الأسبوع الماضي أن " تقييم السعر يجب أن يشمل مختلف النفوط التي يتم تسليمها في الوقت الراهن الى المنطقة، والتي يمكن أن تبدأ بنفوط بحر الشمال ثم تتوسع الى مناطق أخرى، حيث تشمل نفوطا من غرب وشمال إفريقيا والشرق الأوسط والولايات المتحدة".

ويتطلب النظر في إضافة سعر آخر الى عدد من محددات أسعار نفط بحر الشمال الى سنوات، ولكن المبادرة الى التفكير بإضافة شحنات من النفط الأميركي – بعد أقل من ثلاث سنوات على رفع الولايات المتحدة لقيودها على صادرات النفط الخام – يبرز الأهمية المتنامية للصادرات الأميركية في أسواق النفط العالمية.

ومن أهم نفوط برنت ما يدعى برنت المؤرخ والمحدد موعد الشحن - وهو يشمل حالياً خمسة خامات يتم تحميلها من بحر الشمال في أي يوم - وهي برنت نينيان بلند وبرنت فورتيز وبرنت أوسبرغ وبرنت ايغوفيسك وبرنت ترول، وهذا الأخير (ترول) تمت إضافته الى محددات برنت المؤرخ في شهر يناير الماضي، بعد التأكد من وجود كمية كافية منه للتسليم.

ولكن بعيداً عن برنت المؤرخ تشمل تركيبة خام برنت الكثير من المحددات والعقود الاخرى. وأحد أحدث هذه العقود يعود الى شهر مارس سنة 2016، وهو سعر سيف برنت المؤرخ روتردام – وهو يحدد سعر خام بحر الشمال الخفيف تسليم روتردام.

وسوف يتطلب الأمر سنوات لإضافة النفوط الأخرى الى سعر الإشارة لخام برنت، بحيث يشمل النفط القادم من وجهات أخرى، ولكن اذا استمرت الزيادة في الصادرات الأميركية، فإن النفط الأميركي قد يسهم في تحديد أسعار كثير من العقود التي تدعم سعر القياس - خام برنت.

• تسفيتانا باراسكوفا

back to top