وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات قاسية لسياسات رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، تجاه الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في تصريحات نشرت قبل ساعات من استقبالها له بمقر إقامة رؤساء الحكومة خارج لندن.وجاءت هذه الانتقادات، التي تضمنت استئنافاً لهجومه على سياسات عمدة لندن المسلم، صادق خان تجاه الهجرة، في حين تواجه ماي أزمة سياسية حادة بعد استقالة وزير خارجيتها بوريس جونسون المشكك بشدة في التكتل الأوروبي، اعتراضاً على إدارتها لملف "بريكست".
وسعى ترامب، الذي أثار موجة من الذهول بالمملكة، إلى تأكيد عمق الشراكة بين لندن وواشنطن، نافياً أن يكون وجه انتقادات لماي، وقال إن ما يتم تداوله "أخبار ملفقة"، "وعرضت عليها الاعتذار، لكنها تفهمت الأمر".وأوضح أنه قدم نصيحة بشأن "بريكست"، ولم ينتقد خطة ماي، التي قال في تصريحاته، إنها تنسف فرصة التوصل إلى اتفاق تجارة مع واشنطن، لكنه كرر إشادته بجونسون، المنتقد الحاد والمتمرد عليها، مؤكداً أنه سيصبح "رئيس وزراء عظيماً".ولفت إلى أنه ركز خلال مباحثاته على ملف إيران، وحث رئيسة الوزراء على ضرورة مواصلة الضغط عليها لإرغامها على تغيير سلوكها في المنطقة، وتقديم تنازلات بملفها النووي.ودافع ترامب عن انتقاده لسياسة التسامح مع دخول المهاجرين إلى أوروبا ولندن، ومقولته التي نشرت أمس في صحيفة بريطانية يمينية شعبوية، واعتبر فيها أن الهجرة غيّرت نسيج أوروبا تغييراً سلبياً، ورفعت نسبة الجريمة وهجمات المتشددين في لندن.من جهتها، فضلت ماي التركيز على التوصل إلى تفاهم مع ترامب بشأن سعيها لمواجهة روسيا، والتوصل إلى اتفاق طموح مع واشنطن بشأن التجارة الحرة عقب خروج بلادها من التكتل الأوروبي، وقالت إن بريطانيا والولايات المتحدة اتفقتا على إظهار "القوة والوحدة" في مواجهة موسكو.وأضافت ماي، في ظل استعداد ترامب للقاء قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي بعد غد: "اتفقنا على أنه من المهم محاورة روسيا من موقع القوة والوحدة".وبالتزامن مع الاجتماع خرجت تظاهرات حاشدة، قدر عددها بـ100 ألف، ضد ترامب في لندن وعموم المملكة، ورد عمدة لندن، وهو ابن سائق حافلة هاجر من باكستان في الستينيات، على انتقادات الرئيس الأميركي بقوله: "الإرهاب مشكلة عالمية أصابت مدناً أوروبية أخرى، واللافت أن ترامب لا ينتقد رؤساء بلديات تلك المدن، بل ينتقدني أنا". وهذا آخر فصول الحرب التي بدأت عندما انتقد خان الحظر الذي فرضه ترامب على القادمين من عدد من الدول المسلمة.وفي إطار زيارته، التي تستمر 4 أيام، وصل ترامب وزوجته ميلانيا إلى قلعة ويندسور، للقاء الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، وشاهدا معها مراسم عسكرية، قبل تناول الشاي لاحقاً.وبينما أعلنت الشرطة البريطانية (اسكوتلانديار) العثور على "زجاجة صغيرة" تحتوي على غاز الأعصاب (نوفيتشوك)، بمنطقة أميز بيري، اتهمت وزارة العدل الأميركية، رسمياً، أمس، 12 عنصراً من الاستخبارات الروسية بقرصنة الحزب الديمقراطي عام 2016، والاستيلاء على بيانات نحو 500 ألف ناخب.
أخبار الأولى
ترامب يعمّق جراح ماي... ويستأنف حربه على «لندن»
14-07-2018