في عصر التواصل الاجتماعي وانفتاح العالم على بعضه البعض، باتت متطلبات النجاح أكثر صعوبة وتشعبت لتطاول نواحي مختلفة تفرض شمولية في الرؤية وفي الثقافة، من هذا المنطلق تركز رئيسة لجنة ملكة جمال لبنان ريما فقيه عملها الدؤوب إن لجهة اختيار المتباريات للمسابقة أو لجهة تحضيرهن لليلة الانتخاب من خلال صقل شخصيتهن وليس الاكتفاء بمقومات جمالهن. في كل سنة، وفور انتخاب ملكة جمال لبنان، تعلو الأصوات منتقدة المتباريات وأجوبتهن التي تبدو أقرب إلى السطحية مع أنهن جميعهن يتابعن دراساتهن الجامعية، ليس هذا فحسب، بل كثيرات منهن يتلعثمن ويفقدن المنطق في الإجابة ويقعن تحت وطأة رهبة المسرح والكاميرات ولجنة التحكيم، في حين أن المتباريات في مسابقات الجمال العالمية يتدرّبن طويلاً ليقفن بثقة بالنفس إزاء الجمهور ولجنة التحكيم ويجبن عن الأسئلة بذكاء ومنطق، ما يؤدي إلى بروز هوة عميقة بين المباراة اللبنانية وبين المباريات الجمالية العالمية، مع الإشارة إلى أن ملكة جمال لبنان فاليري أبو شقرا لعام 2015 وصلت إلى المرتبة الرابعة في مسابقة ملكة جمال العالم التي أقيمت في الصين عام 2015، وحصدت لقب صاحبة أجمل وجه في العالم.
انتقاد المتباريات أثار حفيظة ملكة جمال الولايات المتحدة لعام 2010 ريما فقيه وقررت إلغاء مقولة «كوني جميلة واصمتي»، وها هي تتعاون ومحطّة «أم تي في» اللبنانيّة مع الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة في بيروت لتتويج العلم والمعرفة في مسابقة ملكة جمال لبنان لهذا العام وليس الجمال فحسب.
إبهار ثقافي
تسعى مُنظمّة ملكة جمال لبنان إلى دعم المُتباريات بالتساوي، وإعطاء كلٍ منهنّ فرصة لصقل مهاراتها في التواصل وفن الخطابة تحضيراً لحفلة ملكة جمال لبنان 2018، ذلك من خلال دورات مُكثّفة ومُفيدة في الحياة عموماً، فرغم أّنّ ملكة جمال لبنان مُسابقة جماليّة، فإنّ الثقافة والعلم والمعرفة لا تقلّ أهميّة عن الجمال. في هذا الإطار شكرت رئيسة مُنظمة ملكة جمال لبنان ريما فقيه صليبي الجامعة اللبنانية الأميركية على الدور الذي ستؤديه في هذا الحدث، من خلال أساتذة مُتخصصين ومُحترفين سيعملون بفاعلية مع المتسابقات، لا سيما أنّه يطبع أوّل مُشاركة للجامعة في حدث جماليّ من هذا النوع، وقالت: «نحن لا نسعى إلى أن تُبهرنا الملكات بالجمال والأناقة والجاذبيّة فحسب، بل بالثقافة والموهبة والاطّلاع أيضاً». أضافت: «أن تجتمع في المرأة الملامح الجميلة والقلب الجميل لأمر رائع، فكيف لو كُلّل ذلك بالذكاء والمعرفة؟». من جهتها، أكّدت مُديرة معهد الدراسات النسائيّة في العالم العربيّ في الجامعة اللبنانية الأميركية لينا أبي رافع أن الثقافة والعلم لن يكونا أدنى أهميّة من الجمال عند اختيار ملكة جمال لبنان للعام 2018، والتدريب الذي ستحصل عليه المُشتركات سيُفيدهنّ ليس في المُنافسة على اللقب فحسب، بل سيمنحهنّ قيمة مُضافة في حياتهنّ اليوميّة، وفي الجامعة ومكان العمل والمجتمع.من ناحيته، أوضح د. إيلي سميا، مُساعد نائب الرئيس لشؤون التواصل الخارجيّ والالتزام المدنيّ: «تمتلك الجامعة اللبنانيّة الأميركيّة علامة تجاريّة تحمل اسم منهجيّة الصفوف المتكاملة للأمم المتّحدة هدفها تعليم الدبلوماسيّة للشباب من خلال مؤتمرين دوليّين تنظّمهما سنويّاً في المقرّ الرئيس للأمم المتّحدة. يُشارك فيهما أكثر من ألفي طالب وطالبة من 30 عاصمة دوليّة ويؤدون دور السفراء إزاء لجان الأمم المتّحدة».أضاف: «بالنسبة إلى ملكة جمال لبنان 2018، فستشارك في هذا النشاط من خلال اعتلائها منبر الأمين العام للأمم المتّحدة وستنقل لهؤلاء الطلّاب الرسالة أنّ للجمال في لبنان معنى ومفهوماً حضاريّين. لن تكون الملكة سفيرة للجمال فحسب، بل للحضارة والروحيّة والإدراك والوجدان والعمق التاريخيّ والثقافة الكونيّة التي تجسّدها الشخصيّة اللبنانيّة».من المؤسسة اللبنانية للإرسال إلى «أم تي في»
منذ انطلاق مسابقة ملكة جمال لبنان في تسعينيات القرن الماضي بعد انتهاء الحرب في لبنان، كانت المؤسسة اللبنانية للإرسال الراعية والمنظمة لها إلى أن دخلت محطة «أم تي في» على الخط وتقدمت بطلب إلى وزارة السياحة لتستلم هي هذه المهمة. هكذا بدأ جدال طويل بين المحطتين وراحت كل واحدة تدعي أنها صاحبة الحق الحصري إلى أن تدخل وزير السياحة أفاديس كيدانيان وحسم النقاش، موضحاً أنّ «الوزارة كانت في فترات سابقة متعاقدة مع «أل بي سي آي» التي كان لها الحق الحصري بتنظيم الحفلة لكن في السنتين الأخيرتين دخلت جهة ثانية تريد تنظيم هذا الحدث الجمالي وهي «أم تي في» التي أصبح لديها الحق الحصري بتمثيل ملكة جمال لبنان في «ملكة جمال الكون».