«يا حلو صبح» بصوت دوللي شاهين انتقادات ومطالبات بحماية الأغاني التراثية
أثار طرح الفنانة اللبنانية دوللي شاهين أخيراً أغنية «يا حلو صبح» التي قدّمها الفنان محمد قنديل قبل أكثر من 60 عاماً الجدل حول أحقية بعض النجوم والنجمات في إعادة إطلاق الأغاني التراثية بصوتهم، سواء في ألبوماتهم أو كأغانٍ منفردة يصورونها على طريقة الفيديو كليب.
اعتادت إليسا طرح إحدى أغاني الراحلة وردة الجزائرية في كل ألبوم لها، فيما تفضِّل كارول سماحة ألحان محمد عبد الوهاب، وهو ما أدخلها في وقت سابق بمشكلة مع شركة «صوت القاهرة» انتهت بنيلها الحق في استخدام ألحان «ليلة حب» لوضعها على كلمات «وحشاني بلادي»، كذلك أعادت تقديم أغنيته «عزيزة».أما دوللي شاهين فطرحت أخيراً «يا حلو صبح» وقوبل ذلك بانتقادات عدة في الوسط الفني، بالإضافة إلى أخبار تتردّد عن تهديد ورثة الصانعين الأصليين باللجوء إلى القضاء حفاظاً على حقوقهم في الأغنية التي قدّمتها الفنانة اللبنانية من دون الرجوع إليهم.في هذا السياق، قال الموسيقار حلمي بكر إننا نواجه حالة من الفوضى في التعامل مع الأغاني التراثية، إذ يعيد البعض تقديمها بطريقة تسيء إليها وتنتقص من قيمتها. ولكن يبقى العمل الأصلي في أذهان الجمهور بينما يكون مصير الأغاني الجديدة السقوط من التاريخ، ولا تبقى سوى لأيام قليلة.
وأضاف أن إعادة طرح الأغاني التراثية بشكل جديد، سواء بتغيير التوزيع الخاص بها أو بتقديمها كما هي من دون تعديل، يشكِّل خطوة جيدة في حال العمل عليها لتخرج بصورة تحترم ما تبقى لدى الجمهور من الأغنية التراثية نفسها، مشيراً إلى أننا نشهد محاولة من فنانين خفتت من حولهم أضواء الشهرة للعودة إلى الساحة عبر إثارة الجدل بإعادة تقديم الأغاني التراثية بشكل سيئ.وأكّد ضرورة أن تتوافر تعديلات للتشريعات المنظمة لاستغلال الأغاني التراثية ووضع عقوبات رادعة لتجنب تشويهها من راغبي الشهرة، لافتاً إلى أهمية الاهتمام بالحقوق المادية والأدبية للصانعين الأصليين.
دوللي شاهين
من جهتها، دافعت دوللي شاهين عن إعادة تقديمها الأغنية، مشيرة إلى أن ذلك جاء بعد الحصول على موافقات تضمن أن تكون الخطوة قانونية، ثم طرحت الأغنية على الشاشات وعبر «يوتيوب» بعد الانتهاء منها بالاتفاق مع شركة «مزيكا» التي تملك الحقوق الخاصة كافة بالأغنية. وأضافت أنها سجلت مقطعاً من الأغنية قبل تسجيلها كاملةً للتأكد من أنها مناسبة لطبقات صوتها، مشيرة إلى أن تقديم أغنية قديمة معبرة عن الفرح كان اقتراح مدير أعمالها الذي عرض عليها الفكرة، وبعد مناقشات اختارا «يا حلو صبح» وبدآ العمل عليها. كذلك أشارت إلى أن إعادة تقديم مثل هذه الأغاني يشكل تحدياً كبيراً للفنان، خصوصاً أنها مرتبطة في أذهان الجمهور بأصحابها الأصليين، موضحة أنها فضلت أن تخوض المغامرة وجاءت نتائجها إيجابية، وهي لمست ردود فعل جيدة من جمهورها.وأكّدت دوللي أنها قرّرت تصوير الأغنية بعد الانتهاء من تسجيلها لإعجابها الشديد بها، لافتة إلى أنها لم تفعل ذلك من أجل الشهرة، خصوصاً أنها حاضرة على الساحة الغنائية وأغانيها وألبوماتها تحقق مبيعات جيدة، كما قالت.رأي النقد
قال أستاذ النقد الموسيقي د. أحمد درويش إن إعادة تقديم الألحان التراثية تتطلّب التمسّك باللحن الأصلي لتجنّب تحويل الأغاني التراثية إلى أغانٍ شعبية، مشيراً إلى تقديم أغنية لكوكب الشرق أم كلثوم في أحد الأفلام بشكل لا يتناسب معها، ولافتاً إلى أن هذا الأمر يُعتبر بمنزلة تشويه للأغاني.وأضاف أن ثمة جهات عليها الاهتمام بهذا الأمر، من بينها وزارة الثقافة التي تمنح التصاريح بالعرض والإجازة، بالإضافة إلى جمعية الملحنين والمؤلفين، إذ ينصّ القانون على ضرورة حصول أي فنان يرغب في إعادة تقديم أغنية تراثية لم يمرّ على رحيل آخر صانعيها 50 عاماً على موافقات من الورثة. وشدّد على أن تطبيق الإجراءات القانونية ووضع عقوبات على من يشوهون الأغاني التراثية سيدفعان الفنانين إلى التفكير جيداً قبل تسجيل هذه الأغاني.وأكّد درويش أن ثمة نماذج أعادت تقديم الأغاني التراثية بشكل جيد، في مقدمها علي الحجار ومحمد منير، مشيراً إلى أن تجاربهما في هذا المجال كانت جيدة على العكس من فنانين آخرين، وتلقى خطوتهما الترحيب من الجمهور وتحقق أعمالهما نسب استماع كبيرة سواء عبر الإنترنت أو من خلال المحطات التلفزيونية.
نواجه حالة من الفوضى في التعامل مع الأغاني التراثية ... حلمي بكر