لمَ يرفض بوتين التخلي عن إيران في سورية؟
![المونيتور](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1591816678226425600/1591816695000/1280x960.jpg)
تثير هذه التصريحات شكوكاً جدية حول احتمال أن تنهي إيران وروسيا شراكتهما في سورية نتيجة صفقة محتملة بين موسكو وواشنطن، وكي نفهم الوضع بشكل أفضل، من الضروري أن نأخذ في الاعتبار عدداً من العوامل المهمة.بما أن إيران حليف الحكومة السورية منذ زمن، كان هدفها الأول من البداية الحفاظ على حكم الأسد ومساعدته في استعادة سيطرته الكاملة على جميع الأراضي السورية.سبق أن أثبتت إيران أنها تتبع منطقاً عملياً بالكامل بشأن هدفها الرئيس: إبقاء الحكومة السورية في السلطة. تشدد روسيا، التي تدرك مقاربة إيران العملانية، على شرعية الوجود الإيراني في سورية على ما يبدو كي تقدّم واقعاً منجزاً باهظ الثمن للولايات المتحدة. بكلمات أخرى تبقى النتيجة الأكثر احتمالاً للقاء بوتين-ترامب اليوم تقديم روسيا وعداً "بالحد" من مستوى النشاط الإيراني في سورية (أمر سبق أن حققته) وربطها انسحاب إيران الكامل بشرط التوصل إلى حل سياسي حقيقي لإنهاء الصراع السوري. ومن وجهة نظر موسكو يعتمد حل مماثل اعتماداً كبيراً على قبول واشنطن سحب قواتها من سورية ومساعدة موسكو في تأدية دور صلة الوصل بين عمليات السلام المتوازية في جنيف وأستانة وسوتشي بالتأكيد، ولكن بما أن إيران أعلنت سابقاً أنها مستعدة للانسحاب من سورية ما إن يُهزم كل "الإرهابيين"، فلا شك أنها لن تشعر بالراحة حيال تنفيذ "الوعد" الروسي هذا.في المقابل، أشارت تقارير عدة إلى أن قوات موالية لإيران تشارك في العملية العسكرية المتواصلة في جنوب سورية، مرتدية زياً عسكرياً سوريةً كي تتفادى الرصد، وإذا أضفنا هذه التقارير إلى تعليقات السفير الإيراني السابق إلى لبنان، فقد نتمكن من القول إن طهران وموسكو توصلتا في الواقع إلى طريقة لإدارة الوجود الإيراني في سورية.أخيراً، يبدو أن الروس يعون جيداً أن انسحاب إيران الكامل سيبدل ميزان القوى بطريقة تسيء إلى موسكو في مرحلة تشهد تقارباً جديداً بين الولايات المتحدة وتركيا، التي تشكّل عموداً آخر من أعمدة عملية أستانة، في المسألة السورية، وخصوصاً الوضع في جنوب سورية.نتيجة لذلك، من غير المنطقي الافتراض أن بوتين قد يقدّم لبوتين ما يتخطى وعوداً عامة حول الدور الإيراني في سورية وأنه سيضحي بمصالح إيران في هلسنكي.* حميد رضا عزيزي* «المونيتور»