هلسنكي... لا شيء!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
وقال وزير الخارجية الإيراني، وهو في موسكو خلال زيارته الأخيرة لروسيا: "إنَّ وجود إيران في سورية لا علاقة له بإسرائيل"، وهذه مسألة معروفة ومؤكدة وثبتت صحتها خلال أربعين عاماً، فالإيرانيون لم يستهدفوا "دولة العدو الصهيوني"، كما يقولون، لا بعد انتصار ثورتهم في عام 1979، ولا قبل ذلك... إنَّ هدفهم الدائم، إنْ سابقاً وإنْ لاحقاً، هو هذه المنطقة التي، للأسف، بقيت تشجع الطامعين فيها على تحقيق توجهاتهم وتحقيق أحلامهم.قد يتطرق رئيسا روسيا والولايات المتحدة في قمة اليوم إلى الأوضاع المتفاقمة في هذا البلد العربي، الذي بات في حالة لا تغيظ العدو ولا تسر الصديق، لكن الواضح لا بل المؤكد، أنهما لن يفعلا شيئاً يغير الأوضاع المنهارة كل هذا الانهيار في سورية، فكلاهما مرتاح إلى ما هو قائم ومستمر خلال سبعة أعوام وأكثر، والمعروف أن ما يهم الأميركيين والروس بالدرجة الأولى هو التفاهم على المشكلة الأوكرانية ومشكلة القرم، وبعض دول بحر البلطيق، وهو كذلك الصواريخ الأميركية في بعض دول أوروبا الشرقية، إضافة إلى التفاهم على كيفية التصدي للصين، التي باتت تنطلق اقتصادياً وعسكرياً... وفي كل شيء كانطلاق سهم من قوسٍ مشدودة الوتر.والمحزن في النهاية أنَّ بوتين لم يجد ما يرد به على استغاثة (أبومازن)، الذي التقاه أخيراً سوى قوله "إن الأوضاع في الشرق الأوسط سيئة ورديئة وهكذا، كأن الرئيس الفلسطيني لا يعرف حقيقة هذه الأوضاع، ولا يعرف أن بنيامين نتنياهو غدا لاعباً رئيسياً في هذه المنطقة، يسرح ويمرح بها كما يشاء، كما أنّ الاثنين يعرفان أن بقاء الأسد ونظامه مصلحة إسرائيلية، وأن هذا النظام الذي دمر بلداً عظيماً وذبح وشرد شعباً كريماً، قد حرس حتى احتلال الإسرائيليين للجولان كل هذه السنوات الطويلة.