مهرجانات بعلبك الدولية تستضيف أول كوميديا موسيقية في تاريخها

«إلا إذا The Musical» (تأليف جورج خباز وإخراجه) مسرحية كوميدية موسيقية تحاكي الواقع من خلال قصة بناية آيلة للسقوط، مع ذلك لا تتوصل لجنة البناية المؤلفة من طوائف وانتماءات حزبية إلى الاتفاق بين أعضائها لإنقاذها. البناية تمثل الوطن واللجنة تمثل أبناء الوطن المنقسمين لدرجة أنهم لا يعون الخطر المحدق بهم وبوطنهم الآيل إلى السقوط في حال استمروا في غيّهم وضلالهم.

سبق أن قدمت المسرحية خلال موسم الشتاء في بيروت على مدى أشهر تحت عنوان «إلا إذا»، لكن عندما تبنتها لجنة مهرجانات بعلبك أجرى الفنان جورج خباز تعديلات عليها واتسعت مساحة الموسيقى فيها.

مشهدية وتقنيات ضخمة

حول عمله الجديد يوضح جورج خباز أن لجنة مهرجانات بعلبك الدولية عندما قررت نقل المسرحية إلى أدراج معبد باخوس، دأب منذ الربيع الماضي على إجراء تعديلات عليها لتناسب أجواء قلعة بعلبك وضخامتها، خصوصاً أنه يشعر برهبة من المكان الذي استضاف كبار الفنانين في لبنان والعالم...

أضاف أن المسرحية ستتحوّل إلى عمل مباشر مع أوركسترا بقيادة لبنان بعلبكي مؤلفة من 40 عازفاً، وأكثر من 20 راقصاً، لافتاً إلى أن عنصري الموسيقى والاستعراض سيكونان طاغيين، مع التركيز على المشهدية التي ستوظف فيها تقنيات حديثة تعكس أضواء على أعمدة معبد باخوس، معتبراً أنه بمشاركته في «مهرجانات بعلبك الدولية» ينال تكريماً كبيراً، لا سيما أن هذا المكان هو جزء أساس من ذاكرة لبنان الثقافية والفنية.

يتولى «إلا إذا The Musical» طاقم مؤلف من نحو 95 شخصاً بين تقنيين وفنانين، ويشارك في المسرحية الممثلون الذي شاركوا فيها في بيروت وهم: جورج خباز، ولورا خباز، وغسان عطية، وجوزف آصاف، وسينتيا كرم، وجوزف ساسين، وعمر ميقاتي، وبطرس فرح، ومي سحاب، وجوزف سلامة، ووسيم التوم، واسبيد خاتشادوريان، وكريستيل فغالي، وتوفيق الحجل، وفادي أبو جودة، وروجيه بركات، بالإضافة إلى المغنية لينا فرح.

يصف جورج خباز «إلا إذا The Musical» بأنها تعكس بكل شفافية تناقضات المجتمع اللبناني والعبثية المتحكمة فيه، مؤكداً أنه يطمح إلى تقديم عمل يرضي طموح اللبنانيين والمغتربين الذين سيقصدون بعلبك لمشاهدة المسرحية، كاشفاً أنه يتلقى اتصالات من مغتربين يطالبونه بتقديم مسرحياته في الصيف فيما هي تقتصر على موسمي الشتاء والربيع... وها هو يستجيب لطلبهم بفضل لجنة مهرجانات بعلبك الدولية.

حكاية مع بعلبك

للفنان جورج خباز حكاية مع بعلبك، ففي طفولته عندما كان يُسأل عن أمنية يريد تحقيقها كان يجيب حضور «مهرجانات بعلبك الدولية»، وما لبثت الأيام أن دارت وكبر وتخصص في المسرح، وفي عام 2000، حقق حلم طفولته فتوجه إلى بعلبك وحضر مهرجاناتها. هناك، تملكه خشوع ورهبة من المكان وفرح في الوقت نفسه كونه في حضرة التاريخ المكتوب بأسطع أمجاده على أعمدتها، وبلمح البصر استعاد في ذاكرته وجوه الفنانين الذين ضج بإبداعهم معبد باخوس، وتمنى في قرارة نفسه أن تتاح له فرصة ليقف بدوره على مسرح هذا المعبد الضخم... آنذاك لم يكن يدري أن 2018 ستحقق أمنيته الكبرى وسيقدم أول مسرحية كوميدية موسيقية بين أعمدة باخوس الخالدة...

كان جورج خباز شارك المخرجة نادين لبكي كتابة فيلم «كفرناحوم» الذي حصد جائزة لجنة التحكيم في «مهرجان كان السينمائي» هذا العام، وأبدى سعادته بالجائزة وبالمخرجة نادين لبكي التي رفعت رأس المرأة العربية، على حد قوله تعليقاً على نيل الجائزة. كذلك أثنى على هذه التجربة التي علمته كيف يشارك غيره الكتابة وكيف يستمع إلى الآخر.

يُذكر أن خباز تعرف إلى لبكي خلال عملهما معاً في أحد الإعلانات، وقد أسهم تلاقي أفكارهما إلى التعاون في ما بينهما.

في عروضه المسرحية يركز جورج خباز على تفاعل الجمهور المباشر معه، وعلى كوميديا الموقف، ويبتعد عن الابتذال والمواقف الرامية إلى إضحاك الجمهور من دون أن يكون لها هدف، لذا يعتمد في مسرحه على إيصال رسالة توعوية وتلفت انتباه إلى أمور تجري حوله وليست في صالحه غالباً.