الدعاية الروسية
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
اليوم ترى روسيا في كرة القدم، والتي بلا شك، نجحت كثيراً في تنظيمها وإنجاحها جماهيرياً، وقدمت لها الدعاية اللازمة، ترى فيها سبيلاً لتحسين صورتها النمطية أو تغييرها كلياً، وربما هي تدرس منذ الآن حسابات ما بعد المونديال. وما يهمنا عربياً هو النظر إلى روسيا التي أسقطت قنابلها على الشعب السوري منذ اندلاع الثورة حتى اليوم. روسيا التي ساهمت مع النظام السوري في شيطنة الثورة، وتحويلها من ثورة شعب إلى ثورة إرهابيين ودواعش. في هذه الحرب لم تتدخل أميركا ضدها، ولم تمنح خصومها "ستينغر" للإيقاع بها في مستنقع سوري، كما حدث في أفغانستان.لا يهم! سنعود إلى موضوعنا الرئيسي، وهو تلك المكتبة الصغيرة التي تبيع مطبوعات رادوغا بأسعار زهيدة لنشر الثقافة الروسية. يبدو أن ذلك الطريق طويل وتأثيره بطيء ويحتاج إلى شعب قارئ تفتنه الرواية الروسية، وتشجعه على الاندماج في الثقافة الروسية والتعاطف مع روسيا. وبالفعل فشلت المكتبة ولم تجد رواداً يقبلون على كتبها، فأعلنت إفلاسها وكانت فرصة أن نشتري نحن، المهتمين، كتبها بالجملة، وبأسعار مضحكة. هذا العمل الثقافي عمل مضنٍ استغرق سنوات من الترجمة والطباعة والشحن، ولكنه لم يفعل ما فعلته كرة القدم في أسابيع قليلة. أيام فقط جعلت العالم، كل العالم، يزور موسكو ومدن روسيا الأخرى، فتحتشد الملاعب بالملايين خلال أسابيع، ويتسمر ملايين أمام الشاشات لتتحقق لروسيا دعاية ضخمة فشلت في تحقيقها دور نشر ثقافية عملت عدة سنوات. ستعيد روسيا ودول أخرى حساباتها في التسويق، فالشعوب تعرف عشرات اللاعبين من البرازيل ولا تعرف روائياً واحداً من هناك.