شهدت الأيام الماضية صراعاً بين دار الأوبرا وورثة الكاتب الراحل عبد الرحمن الخميسي، فور إعلان بدء عرض أوبريت «الأرملة الطروب» مجدداً على مسرح الأوبرا.طالب أبناء الخميسي بمستحقاتهم المادية، وبكتابة اسم الوالد «معرباً» للأوبريت بعد عشرات السنين من العرض من دون ذكر اسمه، الأمر الذي رفضته دار الأوبرا، وأعلنت أنها ستعرض الأوبريت من دون تعاقد مع الورثة.
حقوق ملكية المبدعين
أزمة عرض «الأرملة الطروب» أثارت ردود فعل في الوسط الثقافي المصر وأزمة حقوق الملكية للمبدعين الفكرية من أدباء وملحنين وغيرهم.وأطلق عدد من الكتاب والمثقفين حملة توقيعات، مطالبين إدارة دار الأوبرا بوقف عرض الأوبريت. وقال بيان الحملة: «نستنكر نحن الموقعين أدناه من كتاب ومثقفين وصحافيين وفنانين وكل من يقف ضد نهب حقوق الكتاب عرض دار الأوبرا المصرية أوبريت الأرملة الطروب، الذي عربه الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الخميسي لأكثر من عشر سنوات، من دون التعاقد مع أبناء الخميسي وهم ورثته الشرعيون أو دفع أي مستحقات عن عمل ناجح يوفر للأوبرا الكثير من الأرباح».وطالب البيان بوقف عرض العمل، وتعويض أبناء الخميسي مادياً عن إغفال اسم الخميسي، ومحاسبة المسؤولين «عن تلك المهزلة التي تصل إلى حد عرض عمل بالقوة رغم أنف أصحابه»، بحسب البيان.من جانبه، نشر أحمد الخميسي نجل الراحل على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: «يعلن مجدي صابر مدير الأوبرا أن أوبريت «الأرملة الطروب» سيُعرض في الحالات كافة، مع أن ورثة حقوق المؤلف أبناء الخميسي لم يوقعوا عقداً معه بذلك».وتابع: «يقدم مجدي صابر العرض بين الحين والآخر، فعل ذلك منذ أربعة أشهر وها هو يعرضه مجدداً، هل سمع أحد سابقاً بجرأة ونهب علني كهذا؟ يعرضون من دون تعاقد ما لا يملكون، ويدعي أنه دعاني إلى التفاهم مع الشؤون القانونية، وهو ما لم يحدث... وأتبع ذلك بأنه مسافر مدة أسبوع، أي إلى حين يبدأ عرض العمل».وعن الأزمة وتجددها قال الكاتب أحمد الخميسي: «أزمة أوبريت «الأرملة الطروب» الذي عربه والدي الشاعر الكبير عبد الرحمن الخميسي آخذة في التصاعد، وكانت دار الأوبرا المصرية استمرت في عرض العمل عشر سنوات بعد رحيل الوالد من دون ذكر اسم صاحب العمل ومن دون دفع أي مستحقات مالية لنا، وخاطبت مدير الأوبرا مجدي صابر في ذلك، فلم يعطني رداً شافياً، وتحايل على وضع الاسم بأن كتبه مسبوقاً بلقب دكتور ووالدي ليس دكتوراً، ما دفعنا إلى اللجوء إلى الطرائق القانونية».قصة الأرملة الثرية
«الأرملة الطروب» أوبريت من تأليف الموسيقي النمساوي المجري فرانتس ليهار. كتب القصة كل من فيكتور ليون وليو شتاين، مقتبسين الفكرة من مسرحية كوميدية عنوانها «الملحق الدبلوماسي» للكاتب الفرنسي هنري ميلهاك (1861). عرض الأوبريت للمرة الأولى في مدينة فيينا في 30 ديسمبر 1905، وكان أول عمل يحقق نجاحاً ضخماً، حتى أنه كان أشهر أوبريت على الإطلاق في زمنه. واقتبس منه عدد من الأفلام بلغات مختلفة. تدور الحبكة الدرامية في قصة الأرملة الطروب أوائل القرن التاسع عشر حول أرملة ثرية تدعى «هانا» تزور باريس لحضور احتفال سفارة بونتفدرا بعيد ميلاد أميرها. وينتاب السفير «زيتا» خوف من زواج الأرملة بأجنبي ما يفقد الدولة ثروتها الطائلة، فيستدعي سكرتير السفارة ويكلفه التأثير فيها والارتباط بها. وعندما يلتقي السكرتير الأرملة الثرية، يكتشف أنها حبيبته السابقة لكن شعور الكبرياء يدفعها إلى إنكار هذا الحب.أول بطلة عربية
قدم الأوبريت للمرة الأولى بالعربية على مسرح دار الأوبرا القديمة في القاهرة عام 1961. وكانت بطلته رتيبة الحفني التي تولّت بعد ذلك عمادة معهد الموسيقى العربية وكانت أول مديرة لأوبرا القاهرة وبعد أكثر من نصف قرن من الزمان، أعيد عرض أوبريت «الأرملة الطروب» في القاعة الرئيسة بدار الأوبرا. وكان أول إنتاج من «الأرملة الطروب» عام 1956 بمشاركة بعض الممثلين المصريين حينها مثل حسن فايق وزينات صدقي، وتقوم الفنانة إيمان مصطفى بدور بطلة الأوبريت «هانا» وتعزف الموسيقى فرقة أوبرا القاهرة بمصاحبة أوركسترا القاهرة بقيادة المايسترو هشام جبر. ويؤدي الرقصات أعضاء فرقة باليه أوبرا القاهرة بتصميم الفنانة أرمينيا كامل. ويغني كورال أوبرا القاهرة بتدريب المايسترو الإيطالي ألدومانياتو. والعمل من إخراج مهدي السيد.