هل تساند الكويت الدوحة في 2022؟!

الأحد الماضي، وبعد ختام كأس العالم (المونديال)، انطلقت مسيرة دولة قطر الشقيقة في تنظيم كأس العالم 2022 في الدوحة، وذلك بعد أن تسلم سمو أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني راية استضافة البطولة القادمة، وهو بلاشك حدث هام نبارك مرة أخرى لأهلنا في قطر على النجاح في كسب ثقة العالم بمنحه لها.

يقدر بعض المراقبين عدد السياح الذين تدفقوا على روسيا خلال المونديال بأكثر من مليون سائح، بالإضافة إلى رحلات "الشارتر" التي كانت تنظم لمشجعين لحضور مباريات منتخباتهم والعودة إلى بلدانهم في نفس اليوم، وهو بالتأكيد رقم سيزيد في "المونديال" المقبل، مع النمو الاقتصادي المتوقع، وتطور قطاع النقل الجوي وزيادة سعته، وهو ما يعني أن دولة قطر، رغم إمكانياتها الكبيرة والمتطورة، ستحتاج إلى دعم إقليمي لاستيعاب مليون سائح، وهو بالتأكيد ليس بالرقم السهل.

منذ فترة تسربت أخبار عن نية الدوحة منح الكويت جزءاً من استضافة كأس العالم في 2022، وهو ما يحتاج من الكويت أن تجدد مرافقها الرياضية، وقطاعي النقل والفنادق كذلك، وهو أمر متاح، فمنذ فترة تطرح مشاريع هدم استاد الشيخ صباح السالم في النادي العربي واستاد محمد الحمد بنادي القادسية، وبناء استادين جديدين، بالإضافة إلى إمكانية بناء استاد حديث في مدينة المطلاع الجديدة، خاصة أن هناك شركات كبيرة تقوم حالياً ببناء البنية التحتية للمدينة.

كما أن الحكومة لو حسمت الصراعات والبيروقراطية وحسابات المتنفذين في الربح والخسارة حول مشروع مترو الكويت، والقائمة منذ عام 2004، وطرحته للتنفيذ في منتصف العام المقبل، فستكون مراحله الأولى جاهزة للتشغيل قبل أشهر قليلة من بداية فعاليات كأس العالم في شهر نوفمبر 2022، وهو ما سيحل مشكلة النقل والازدحامات الكبيرة في الكويت، ويمكّن الجماهير التي ستحضر تلك المناسبة من الانتقال من المطار إلى الملاعب مباشرة أو مناطق الفنادق، دون إرباك لمدينة الكويت وضواحيها.

بالتأكيد، فإن استغلال هذا الحدث للترويج للكويت ومشاريع الجزر سيكون فرصة ذهبية لا تعوض، ولا يمكن لأكبر حملة إعلامية حول العالم أن تحقق أهدافها، ولكنها تحتاج إلى حكومة تبادر وتقتنص الفرص، فهل تفعلها حكومتنا بتشكيل خلية عمل مبكرة لهذا الحدث الكبير والمهم الذي سيقع في إقليمنا، وتضرب عصفورين بحجر؛ بأن تقدم الدعم للشقيقة دولة قطر، وتقدم الكويت للعالم كمركز تجاري وسياحي في 2022؟!