هوية التعليم ومساره على المحك
![أ. د. فيصل الشريفي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/93_1682431901.jpg)
عندما يصرح الرجل الأول والمسؤول عن ملف تطوير الجزر والمعني بمتابعة رؤية (الكويت 35) بأن تطوير منظومة التعليم يأتي في المقام الأول، وأن العنصر البشري هو من يهيمن على ما سواه من قضايا التنمية، هنا فقط ندرك أن الشيخ ناصر قد وضع يده على الجرح، وهنا ندرك أن ملف التعليم سيحظى بمتابعة غير عادية خلال السنوات القادمة.بالنظر إلى تراجع مؤشرات التعليم بدولة الكويت بتجرد وبلا حساسية نجد أن هذا الملف يحتاج إلى عملية جراحية كبيرة تبدأ بتطوير المنظومة التعليمية، مقرونة بقياس كفاءة مخرجات التعليم وجودتها لتطول جناحي التعليم العام والجامعي. فيما يخص التصنيف العالمي للجامعات نجد تراجع جامعة الكويت خلال السنوات الماضية لأسباب يمكن تدارك بعضها على المدى القصير، حيث أضم صوتي إلى ما ذهب إليه الأستاذ الدكتور طارق الدويسان عن إمكانية دخول جامعة الكويت إلى قائمة أفضل 500 جامعة على مستوى العالم.بالرغم من التسهيلات التي تقدمها دولة الكويت للجامعات الخاصة مقارنة ببعض مثيلاتها في الوطن العربي فإن الأخيرة لم تقدم ما يشفع لها كشريك استراتيجي، حيث احتلت معظمها المراتب الأخيرة أو خرجت من قوائم التصنيف العالمي للجامعات.نأتي إلى الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب المؤسسة التي تنتظر قرار فك الارتباط، والتي مهما فعلت ستظل على وضعها الحالي بعدم قدرتها على مسايرة متطلبات التصنيف العالمي للجامعات رغم أن بعض كلياتها ومعاهدها تحصلت على الاعتماد الأكاديمي لكنه لن يشفع لها بالمضي قدماً نحو العالمية، وذلك لصعوبة تطبيق الكثير من معايير التصنيف العالمي سواء للكليات أو المعاهد.إن كانت الحكومة جادة في تنفيذ رؤيتها (35) فمن الضروري تفعيل دور المجلس الأعلى للتعليم برسم السياسات العامة لمؤسسات التعليم، وإلى إعادة النظر في احتياجات سوق العمل المستقبلية من مخرجات جامعة الكويت والتطبيقي والجامعات الخاصة ومبتعثي التعليم العالي وديوان الخدمة المدنية.ودمتم سالمين.