يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف: "ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة؟ الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت، جاءت حتى تأخذ بيد زوجها، ثم تقول والله لا أذوق غمضا حتى ترضى".هذه بعض صفات الزوجة الصالحة التي أخبر عنها المصطفى، عليه الصلاة والسلام، وهي الودود والولود والعؤود، ومعنى الودود بفتح الواو الزوجة المتحببة إلى زوجها التي إذا أمرها أطاعته، وإذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله، ولا تؤذيه بقول أو فعل ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه، فإن فعلت لعنتها ملائكة السماء وملائكة الرحمة وملائكة العذاب حتى ترجع.
والولود هي الزوجة التي ترغب في كثرة الإنجاب ولا تتعذر بالعزوف عنه بدعوى عدم التفرغ بسبب عملها أو خوفها على جمالها وجسمها، والعؤود هي الزوجة التي إذا ظُلمت قالت لزوجها هذه يدي بيدك لا أذوق غمضا حتى ترضى.وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال مفاده: هل توجد زوجة بهذه الصفات التي ذكرها رسولنا الكريم في زماننا هذا؟!طرحت سؤالي على أحد الأزواج فأجاب: "زوجتي حافظة لكتاب الله كاملا، وتؤدي الصلوات الخمس في وقتها وذهبت إلى الحج مرتين، والعمرة عشرات المرات، وتصوم رمضان والتطوع وتخرج زكاة أموالها وتتصدق على الفقراء والمحتاجين، وتحضر دروسا دينية مرتين في الأسبوع، ومع كل هذه العبادات والطاعات التي تؤديها لا توجد فيها صفة واحدة من هذه الصفات التي ذكرها رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم، فهي غير ودود بل تقول لي إني أكرهك، ولا ترغب في كثرة الإنجاب خشية الفقر، وفي مرة من المرات حملت بالخطأ فزعلت وغضبت لأنها غير راغبة في الإنجاب، وإذا زعلت منها بسبب لسانها الجارح وعصبيتها الشديدة وهجرانها لي فإن التفكر بالاعتذار أو الرجوع لتضع يدها في يدي وتقول لا أذوق غمضا حتى ترضى مستحيل، بل تنام قريرة العين وصوت شخيرها يصل إلى غرف أولادها".ديننا الإسلامي دين سلوك ومعاملة وأخلاق وليس مجرد عبادة فقط، كما يفعل بعض الناس الآن، يقول عليه الصلاة والسلام: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ويخبرنا عليه الصلاة والسلام عن امرأة من أهل النار دخلتها بسبب أذيتها لجيرانها بلسانها، فكيف بالزوجة المتدينة التي تؤذي زوجها بلسانها وهجرها له؟الزوجة الصالحة التي تخاف ربها تجتهد وتتفنن في كسب رضا زوجها وعدم أذيته لأنه جنتها ونارها، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا"، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة ماتت وزوجها راض عنها دخلت الجنة".هذه بعض صفات الزوجة الصالحة التي يطيب بها العيش، ولا بد من الأخذ بها لكي تستقيم وتدوم بها الحياة الزوجية.
مقالات - اضافات
نساء من أهل الجنة
20-07-2018