نهاية الأوهام
![ذي أتلانتك](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1596042803195388500/1596042822000/1280x960.jpg)
خالف أعضاء جمهوريون كثر في اللجان الاستخباراتية في مجلسَي النواب والشيوخ رأي الرئيس، مشددين على إيمانهم بتقييم المجتمع الاستخباراتي، فكتب السيناتور جون ماكين في تصريح حامٍ أن المؤتمر الصحافي يُعتبر «أحد العروض الأكثر خزياً التي قدمها رئيس أميركي في الذاكرة». ولم يكن المسؤولون الاستخباراتيون السابقون الوحيدين الذين انتقدوا الرئيس، فقد نشر مدير الاستخبارات الوطنية دان كوتس، الذي أشرف مكتبه على التقييم الاستخباراتي للتدخل الروسي عام 2017، تصريحاً حاداً ذكر فيه: «كنا واضحين بشأن تقييمنا لتدخل روسيا في انتخابات عام 2016 وجهودها الواسعة المتواصلة التي تهدف إلى تقويض ديمقراطيتنا، وسنواصل تقديم معلومات موضوعية وغير منمقة دعماً لأمننا القومي». صحيح أن القمة صورت ترامب وبوتين كندين، ولكن اتضح أن بوتين تولى إدارة الدفة، فقد وصل متأخراً بنحو ساعة، مرغماً الرئيس الأميركي على الانتظار، وخلال المؤتمر الصحافي، بدا تكرار ترامب تطمينات بوتين المختلفة (لم تتدخل روسيا في انتخابات عام 2016، وتسمح روسيا لمسؤوليها باستجواب عملاء مديرية المخابرات الرئيسة الواردة أسماؤهم في لائحة المتهمين التي صدرت يوم الجمعة) صبيانياً إلى حد ما. كانت المسألة مسألة قوة وهيمنة. كتب سفير إدارة بوش السابق نيكولاس بورنز أن «الخلاصة الأبرز التي نستمدها من هلسنكي... ضعف ترامب أمام بوتين». وتوافقه الصحف اليمينية الرأي، فقد حمل مقال «فوكس» التحليلي العنوان «بوتين يأكل غداء ترامب في هلسنكي» وعنونت صحيفة Drudge Report «بوتين يسيطر في هلسنكي».بعبارات أخرى، لم يكن سبب الاستهجان الأكبر ما أعلنه ترامب بل ظهوره بمظهر الضعيف، فوفق مفردات اليمين البديل واليمين الترامبي، بدا الرئيس خانعاً.وهنا ينشأ السؤال: بعدما عبّر مساعدو ترامب وداعموه، فضلاً عن الجمهوريين في الكونغرس، عن غضبهم من سلوك الرئيس، هل يقدِمون على أي خطوات لمعالجته؟ يستطيع المساعدون والمسؤولون الاستقالة احتجاجاً، كذلك يتمتع مَن في الكونغرس بصلاحيات فرع تنسيقي في الحكومة، فمن الصعب أن نتخيل بعد مرور سنة ونصف السنة على رئاسته أن يحرك أحد في الإدارة أو المؤتمر الجمهوري إصبعاً لوقف ترامب، لكن عدم التحرك اليوم سيشكل بحد ذاته إعراباً عن ضعف.* «ذي أتلانتيك»